تعيش المنطقة على صفيح ساخن في الوقت الراهن، جراء تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، ولا شك أن الاحتلال الإسرائيلي يعد السبب الرئيسي في تلك التوترات، لاسيما مع إصراراه على ارتكاب جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية ضد أبناء قطاع غزة، فضلا عن القصف المتواصل على لبنان والذي تسبب في تدمير البنية التحتية واستشهاد المئات من اللبنانيين ونزوح الآلاف، ولا تزال حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على توسيع رقعة الحرب وإعاقة المفاوضات لتحقيق مصالح سياسية، دون الاستجابة إلى النداءات العالمية بوقف المجازر الوحشية ضد المدنيين.

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا هجمات على إيران، حيث أطلق الكثير من الصواريخ على عدة مواقع عسكرية ومنشآت حيوية في طهران فجر السبت 26 أكتوبر 2024، و على إثر تلك الهجمات أعلنت السلطات الإيرانية عن استشهاد 4 جنود إزاء سقوط قذائف، مشيرة إلى أنه لا توجد أي إصابات تجاه المواقع التي استهدفها الاحتلال.

وجاءت تلك الضربات، ردا على إطلاق الحرس الثوري الإيراني أكثر من 200 صاروخ باليستي، الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، فيما نجحت تلك الهجمات في إصابة قواعد عسكرية إسرائيلية.

وكانت هجمات الحرس الثوري الإيراني الأخيرة بمثابة رد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشهيد إسماعيل هنية، خلال مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشيكان بالعاصمة الإيرانية «طهران»، وأيضًا اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصرالله الذي استهدفه طيران الاحتلال خلال اجتماعه بعدد من القادة بالمقر المركزي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.

وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية على طهران، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، بيانا، يفيد بأن ضربات الاحتلال على مواقع عسكرية ومنشآت حيوية في البلاد يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت بيان الخارجية: أن «طهران لها الحق وملزمة بالدفاع عن نفسها ضد أعمال العدوان الخارجية، وسلطات البلاد تدرك مسئولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة».

وبسبب الهجمات الإسرائيلية على إيران، انتفضت بعض الدول العربية والأوروبي وأعربت عن قلقها الشديد والبالغ جراء تصاعد الضربات والتوترات في المنطقة وإعاقة المفاوضات بين الأطراف المعنية وتعقيد الأمور أكثر من اللازم، وأبرز الدول التي أدانت تلك الهجمات الصهيونية، هي:

وأعلنت مصر في بيان، أنها تتابع بقلق وعن كثب حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط، والتي كان أخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث أدانت كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة.

كما حذرت مصر من مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدي سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدة موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدي إلى إقرار التهدئة المطلوبة.

أعربت دولة البحرين عن إدانتها بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على إيران، وقلقها جراء مواصلة تصاعد الأزمة في المنطقة العربية، محذرة من تداعياتها الخطيرة على المدنيين الأبرياء وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

كما جددت دعواها بشأن وقف إطلاق النار الدائم في فلسطين والمنطقة بأكملها، إذ تحث جميع الأطراف المعنية بضبط النفس وإعطاء الأولوية لخفض التصعيد للحيلولة دون اتساع رقعة الحرب والصراع.

وعلقت موسكو على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، قائلة: «نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار والأمن في المنطقة، ونطالب جميع الأطراف المعنية بضبط النفس».

كما دعت السلطات الروسية، الكيان الإسرائيلي الصهيوني بعدم استفزاز طهران للخروج من دوامة العنف، موضحة: «أنه من الواضح أن الأسباب الجذرية في استمرار تصاعد التوترات بالمنطقة، هو مواصلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي لم يجد له أي حلول بناء على قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، الأمر الذي يثير التوتر المتزايد والمستدام».

عملية دهس في تل أبيب

نفذ سائق شاحنة عملية دهس لعدد كبير من الإسرائيليين بالقرب من قاعدة عسكرية في جليلوت شمال «تل أبيب»، والحصيلة الأولية تتحدث عن مقتل 4 جنود، وإصابة 50 بينهم 20 جندي، و15 منهم بحالة حرجة.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن جميع المصابين في حادث دهس شمالي تل أبيب، جنود من وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 قاعدة جليلوت، وتجري شرطة الاحتلال الإسرائيلية تحقيقًا في هذا الحادث وتحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية.

غارات إسرائيلية في لبنان.. وسقوط شهيدين

أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية، ارتقاء شهيدين وسقوط جريح جراء غارة إسرائيلية استهدفت محيط مدينة صور جنوب البلاد وتحديدًا بلدة البرج.

ولم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن شن غارات، إذ قصف ببلدة الدوير جنوب لبنان، مما أسفر عن تدمير منزل كاملًا في حي «الروس»، ووقوع أضرار كبيرة بالمنازل المحيطة بالمكان المستهدف.