شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي بعد تقلبات طفيفة خلال الأيام الماضية، وتأتي هذه الحركة في وقت يترقب فيه المستثمرون التطورات الاقتصادية العالمية، وخصوصاً القرارات المرتقبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، كما يترقب المشاركون في السوق صدور تقرير الوظائف غير الزراعية، الذي يعتبر من أهم المؤشرات على أداء الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي بعد فترات من عدم اليقين.

أسعار الذهب في مصر

سجل الذهب عيار 24 نحو 6200 جنيه، محافظاً على مستوياته السابقة دون تغير كبير.

بلغ سعر الذهب عيار 21 نحو 5425 جنيهاً، وهو الأكثر تداولاً بين المواطنين لسهولة التعامل به.

استقر الذهب عيار 18 عند مستوى 4650 جنيهاً، مع ثبات نسبي في حركة الطلب.

سجل الجنيه الذهب 43400 جنيه، دون احتساب المصنعية، مما يعكس ثباتاً نسبياً في السوق المحلية.

يشير هذا الاستقرار إلى أن المواطنين والمستثمرين يفضلون الانتظار قبل اتخاذ قرارات شراء أو بيع كبيرة، في ظل ضبابية الأسواق العالمية وتأثر الأسعار بالسياسات النقدية الأمريكية.

تأثير السياسة الأمريكية على الذهب

تأثرت أسعار الذهب مؤخراً بتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للشهر المقبل والجدير بالذكر أن الذهب، باعتباره من الأصول التي لا تمنح عائداً مباشراً، يتأثر بشكل كبير بتحركات الفائدة وعوائد السندات وعليه، فإن أي إشارة من الفيدرالي حول تشديد السياسة النقدية أو تخفيفها تؤثر مباشرة على حركة المعدن النفيس، مما يجعل المستثمرين أكثر حذراً في تداولاتهم.

حالة الاقتصاد الأمريكي

على الرغم من انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ الأمريكي، إلا أن الأسواق لا تزال تواجه ضبابية حول الأداء الحقيقي للاقتصاد، توقف صدور البيانات الحكومية لفترات طويلة أدى إلى فجوة معلوماتية كبيرة، ما يضع البنك الاحتياطي الفيدرالي أمام تحديات حقيقية في تقييم الوضع الاقتصادي قبل اتخاذ أي قرار بشأن أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، وتشير التقديرات إلى أن أي تعديل غير محسوب للفائدة قد يؤثر على الأسواق المالية بشكل كبير، بما في ذلك سوق الذهب، الذي يتحرك بمرونة مع أي تغيرات اقتصادية.

ترقب البيانات الاقتصادية

يترقب المستثمرون صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة هذا الأسبوع، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الخميس، وتعد هذه البيانات مؤشراً أساسياً على قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على خلق فرص عمل، مما يؤثر على ثقة المستثمرين في الأسواق المالية، وبالتالي على حركة الذهب عالمياً، وتشير التوقعات إلى أن أداء سوق العمل سيكون له تأثير مباشر على أسعار المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، سواء بدعم ارتفاعه أو الحد من مكاسبه في حال جاءت النتائج دون التوقعات.

وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والمحلي، يظل الذهب محافظاً على استقراره في مصر، بينما يترقب المستثمرون نتائج البيانات الأمريكية لتحديد اتجاهاته المستقبلية، ومع متابعة الأسواق الدولية لمؤشرات الاقتصاد الأمريكي، يبقى المعدن الأصفر أحد الملاذات الآمنة التي يعتمد عليها الكثيرون للحفاظ على قيمة أموالهم، في انتظار أن تعطي البيانات القادمة صورة أوضح عن مستقبل تحركات الأسعار.