أسدل الستار مساء أمس على الدورة الـ74 لمسابقة ملكة جمال الكون في تايلاند، بتتويج الشابة المكسيكية فاطمة بوش فرنانديز بلقب ملكة جمال الكون لعام 2025، في لحظة احتفالية جسّدت الإصرار والتحدي على الرغم من الأزمات التي واجهتها خلال الحدث.

وصلت فاطمة، البالغة من العمر 25 عاماً، إلى منصة التتويج بعد رحلة طويلة، بدأت من لحظة الانتقادات والتنمر التي تعرضت لها من أحد المسؤولين المشاركين في تنظيم الحدث، حيث أُصِيبَت بالإهانة العلنية بسبب مزاعم عدم التزامها بتعليمات الأنشطة الترويجية المحلية. وقد دفعتها هذه الواقعة إلى إعلان انسحابها مؤقتاً من المسابقة، قبل أن تتلقى دعماً واسعاً من المشاركات، ومن ملكة جمال الكون السابقة، فضلاً عن رئيسة المكسيك التي أكدت على قوة المرأة وأهمية وقوفها مع نفسها.

وبعد هذا الدعم والتضامن، قررت فاطمة العودة إلى المنافسة ومواصلة رحلتها، ليُكلل مساء أمس بانتخابها الأجمل في العالم. وحلّت في المراتب التالية:

الوصيفة الأولى: برافينار سينغ من تايلاند (29 عاماً)

الوصيفة الثانية: ستيفاني أدريانا أباسالي ناصر من فنزويلا (25 عاماً)

الوصيفة الثالثة: أهتيسا مانالو من الفلبين (28 عاماً)

الوصيفة الرابعة: أوليفيا ياسي من كوت ديفوار (27 عاماً)

تعكس قصة فاطمة خلفية ملهمة، إذ حصلت على أول لقب جمال لها في المكسيك وهي في سن السابعة عشرة، وتغلّبت على تحديات شخصية مثل عُسر القراءة وفرط الحركة، ما دفعها للانخراط لاحقاً في الدفاع عن المهاجرين والفئات المهمّشة. كما أنها تدرّبت على تصميم الأزياء في المكسيك وميلانو، وتعمل اليوم كمصممة، شاعرة، مصورة وفنانة رسامة، مع تركيز على القضايا الإنسانية في أعمالها الفنية.

شهدت كواليس الحدث مشهداً مثيراً للجدل، إذ قام المخرج الوطني التايلاندي ناوات إيتساراجريسيل بتوبيخ فاطمة أمام الجمهور والمشاركات، ما أدى إلى تدخل الأمن واندفاعها للانسحاب. وتفاعل المشاركون في المسابقة مع الحادثة، وأبدت ملكة جمال الكون السابقة تضامناً واضحاً معها. وقد أصدر رئيس منظمة ملكة جمال الكون، راؤول روشا كانتو، بياناً رسمياً يدين سلوك المخرج، في حين قدّم المخرج اعتذاراً لاحقاً وسط مشاعر مختلطة من الدموع والتحدي.

في النهاية، أثبتت فاطمة بوش فرنانديز أن الإصرار والثقة بالنفس يمكن أن يتخطى الضغوط والعقبات، مع المحافظة على صوتها وكرامتها، لتنهي المسابقة بلقب تاريخي يستحق الاحتفاء به.