حذر خبراء الأمن الغذائي من أن الولايات المتحدة تواجه أخطر أزمة غذائية منذ الكساد الكبير، مع استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي واقتراب توقف تمويل برنامج المساعدات الغذائية «سناب» (SNAP) في الأول من نوفمبر، ما يهدد حياة ومعيشة أكثر من 42 مليون أمريكي.

ووصف جويل بيرغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة Hunger Free America، الأزمة بأنها «غير مسبوقة»، مضيفًا: «هذه ليست مبالغة، بل حقيقة صارخة».

يشكل برنامج «سناب» شبكة أمان أساسية للعاملين ذوي الدخل المنخفض وكبار السن وذوي الإعاقة، حيث يبلغ متوسط الدعم الشهري لكل مستفيد نحو 187 دولارًا، وفقًا لمركز أولويات الميزانية والسياسات.

وحذرت وزارة الزراعة الأمريكية إدارات البرنامج على المستوى الإقليمي من أن التمويل سيتوقف بنهاية الشهر، وأمرت بتجميد المدفوعات «حتى إشعار آخر»، بحسب صحيفة ذا غارديان.

تغذي الأزمة نزاعًا سياسيًا بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ حيث يتهم الجمهوريون الديمقراطيين بتعطيل تمويل الحكومة عبر إبقاء دعم الرعاية الصحية ضمن حزمة الإنفاق، بينما يشير الديمقراطيون إلى أن قانون ترامب المعروف بـ«One Big Beautiful Bill» قد خصص بالفعل 187 مليار دولار من مخصصات «سناب» حتى 2024.

وطالب أكثر من 200 نائب ديمقراطي وزارة الزراعة باستخدام الأموال الاحتياطية لتجنب انقطاع المساعدات، محذرين من أن ترك ملايين الأسر بلا دعم غذائي يمثل إخلالًا جسيمًا بالمسؤولية.

يشير الخبراء إلى أن الفئات المستفيدة من الدعم الصحي هي نفسها التي تعتمد على «سناب»، ما يجعل استمرار الشلل الحكومي تهديدًا مزدوجًا لملايين الأمريكيين.

وفي ظل الجمود السياسي المستمر، تواجه الولايات المتحدة أزمة اجتماعية واقتصادية كبرى، قد تؤدي إلى ترك ملايين الأسر بلا غذاء كافٍ لأول مرة منذ نحو قرن، لتعود مخاطر الكساد الكبير إلى الواجهة.