كريتر سكاي/خاص

تحولت مهمة عمل عادية إلى قصة تضحية مؤلمة هزّت الرأي العام اليمني، بعد وفاة السائق حلمي عبدالقادر أبو نادرة، أحد موظفي شركة أرحب لتأجير الشقق والسيارات، الذي لقي حتفه أثناء أداء واجبه المهني يوم السبت 11 أكتوبر 2025م، بعد أن أنقذ عائلة كانت ترافقه من موت محقق في طريق بله بالعند بمحافظة لحج.

وبحسب شهود، فإن مركبة الفقيد تعطلت وسط السيول، فسارع حلمي إلى إخراج الأسرة التي كانت برفقته إلى بر الأمان، غير أنه عاد بعدها لمحاولة إنقاذ سيارة الشركة التي كانت أمانة في عنقه، قبل أن يجرفه التيار القوي ويفارق الحياة غرقًا.

وصفه زملاؤه بأنه 'شهيد الأمانة' الذي ضحى بنفسه مرتين؛ مرة لإنقاذ الآخرين، ومرة لحماية ممتلكات شركته، مؤكدين أنه كان مثالًا في الإخلاص والانضباط طوال فترة عمله.

إلا أن المأساة لم تتوقف عند حدود الفقد، إذ تواجه أسرته اليوم واقعًا قاسيًا بلا معيل أو مصدر دخل، في وقتٍ تواصل فيه الشركة –بحسب أسرة الفقيد– المماطلة في تعويضهم أو تقديم أي دعم معنوي أو مادي.

ووجّه ناشطون وحقوقيون نداءً عاجلًا إلى رجل الأعمال أرحب توفيق عبدالملك العريقي، مالك الشركة، داعين إلى إنصاف أسرة حلمي وردّ الجميل لموظفٍ قدّم حياته وفاءً للأمانة، مشيرين إلى أن تجاهل هذه القضية يمثل جرحًا أخلاقيًا لا يليق بمؤسسة تحمل اسمًا وطنيًا وتجاريًا كبيرًا.

وطالبت الأصوات المجتمعية بتكريم الراحل رمزيًا، وتوفير دخل كريم لأسرته الصغيرة التي تركها خلفه، باعتبار ذلك واجبًا إنسانيًا ومهنيًا قبل أن يكون إحسانًا.