اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥
الرياض - رؤى مصطفى
في مساء ثقافي لا يحتفي بالنتائج بقدر ما يُنصت إلى البدايات، أُقيمت جلسة حوارية بعنوان «كتابة اليوميات وعلاقتها بعوالم الكتابة الأدبية»، ضمن فعاليات صالون زاد الأدبي، الذي ينظمه نادي «معًا لنقرأ»، بالشراكة مع بيت الثقافة ومكتبة التعاون العامة ومنصة هاوي.
لم تُطرح اليوميات في الجلسة بوصفها كتابة هامشية أو دفترًا شخصيًا مغلقًا، بل باعتبارها الشكل الأول للوعي الكتابي، والمساحة التي يتعلم فيها الكاتب الإصغاء لما يحدث داخله قبل أن يتحول إلى نص. فالكتابة اليومية، كما نوقش، ليست نقيض الأدب، بل مقدمته الصامتة.
وتوقفت الجلسة عند مفهوم اليوميات كمساحة حرة تُختبر فيها اللغة دون وصاية، وتُلتقط التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما تُهمل، لكنها تشكل في مجموعها ذاكرة الكاتب وحساسيته تجاه العالم. ومن هذه التفاصيل، تتكون لاحقًا النصوص الأدبية الأكثر نضجًا واتساعًا.
كما استُعرضت نماذج من كتابات أدباء جعلوا من اليوميات ركيزة لمشاريعهم الإبداعية، لا مادة عابرة، حيث تحولت الملاحظة اليومية، والدهشة العابرة، والسؤال الشخصي، إلى لبنات أولى في بناء نصوص أدبية ذات عمق إنساني وجمالي.
وقدمت الجلسة الكاتبة لبابة أبو صالح، التي تناولت اليوميات بوصفها فعل مقاومة للنسيان، وتمرينًا على الصدق مع الذات، حيث تُكتب التجربة لا طلبًا للإعجاب، بل بحثًا عن الفهم، قبل أن تجد طريقها إلى النص الأدبي الأكثر اكتمالًا.
وأُقيمت الجلسة في «بيت الثقافة» بمكتبة التعاون العامة، وسط حضور ثقافي لافت، اتسم بحوار هادئ وأسئلة عميقة، في أمسية أعادت الاعتبار لليومي بوصفه نواة للكتابة، ومساحة أولى يتشكل فيها الصوت الأدبي.










































