اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
تسود حالة من الترقب حول نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، اليوم الاثنين، فيما نشر ترامب تغريدة على موقع «تروث سوشيال» مبشرًا بوجود فرصة حقيقية لصنع إنجاز عظيم في الشرق الأوسط.
وقال: 'لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط. الجميع على أهبة الاستعداد لشيء مميز لأول مرة على الإطلاق'. وأكد في نهاية التغريدة: 'سنحققه'.
وتكشف كلمات ترامب عن تطلعه لرسم نهاية للحرب في غزة، وتنم عن أن لقاءه برئيس الوزراء الإسرائيلي سيشهد ضغطًا لتحقيق مطالب الإدارة الأميركية وتنفيذ خطتها المكونة من 21 نقطة، التي تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن.
ووفق صحيفة 'الشرق الأوسط' وفي مقابلة مع موقع 'أكسيوس'، الأحد، قال الرئيس الأميركي إن المفاوضات حول خطته لإنهاء الحرب في غزة في مراحلها النهائية، معبرًا عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق قد يفتح الطريق أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط. وأن الجميع اجتمعوا من أجل إبرام الاتفاق، لكن ما زال علينا إنجازه، مشيرًا إلى أن الدول العربية كانت رائعة في التعاون بهذا الملف، وأن حركة حماس الفلسطينية تشارك في العملية بوساطة تلك الدول.
وتابع قائلًا: 'العالم العربي يريد السلام، وإسرائيل تريد السلام، وبيبي (نتنياهو) يريد السلام'. موضحا أن الهدف من خطته يتجاوز وقف الحرب في غزة ليشمل استئناف جهود أوسع لتحقيق السلام في المنطقة، قائلًا: 'إذا أنجزنا هذا، فسيكون يومًا عظيمًا لإسرائيل والشرق الأوسط'.
واستبق نتنياهو لقاءه مع ترامب بتصريحات لشبكة 'فوكس نيوز'، صباح الأحد، مشيرًا إلى أنه ليست هناك خطة نهائية، وأنها ما زالت في طور المراجعة والتعديل والتقييم.
وقال: 'نعمل مع فريق الرئيس ترمب، ونأمل أن نتمكن من إنجاح الخطة لأننا نريد تحرير الرهائن، ونريد التخلص من حكم (حماس)، ونزع سلاح (حماس)، ونزع سلاح غزة، وبناء مستقبل جديد لسكان غزة والمنطقة بأسرها'.
وتهرَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي من تحديد موقفه من العفو عن حماس، الذي أشارت إليه تسريبات عن خطة ترامب، معلقًا الأمر في جانب منه على إطلاق سراح جميع الرهائن. واتهم الحركة بسرقة المساعدات الغذائية وابتزاز العائلات الفلسطينية، مضيفًا: 'سكان غزة أصبحوا الآن يقاتلون (حماس). لقد سئموا حكم (حماس)'.
وأصر نتنياهو على موقفه في رفض مشاركة السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد انتهاء الحرب، معتبرًا هذا خطًا أحمر، وقال: 'لم أغير موقفي، ولا أعتقد بمصداقية أو احتمالية إصلاح السلطة الفلسطينية وأنها ستقبل دولة يهودية وتُعلم أطفالها التعايش والصداقة معها بدلًا من محاولة إبادتها من خلال تنفيذ عمليات انتحارية'.
أضاف: 'إذا تغير هذا فسيكون هناك تحول هائل، لكن لا أعتقد أنه سيحدث'.
وحاول نتنياهو الدفاع عن الضربة الإسرائيلية لقادة 'حماس' في قطر؛ فقال إنها كانت تستهدف حماس وليس قطر، مؤكدًا أنها كانت عملية مستقلة تمامًا عن الولايات المتحدة؛ لكنه تهرّب من إعطاء تعهد جازم بعدم تكرار أي هجمات ضد قادة الحركة، وقال: «سأتحدث عن ذلك مع الرئيس ترمب، والدبلوماسية يجب أحيانًا أن تسبق التصريحات العلنية».
وأشاد نتنياهو بـ«اتفاقات إبراهيم» وتوقع توسعها لتشمل دولًا أخرى، كما أشاد بترامب ومساندته إسرائيل قائلًا: 'ترامب هو أروع وأكثر قائد استقلالية رأيته في حياتي. كثيرون في العالم يدركون ذلك، وأميركا محظوظة بقائد قوي ومستقل يدرك أهمية حماية العالم الحر من الإرهاب الإيراني الذي يسعى لبناء صواريخ باليستية عابرة للقارات'.
ورغم التفاؤل الأميركي والحذر الإسرائيلي، يشير المحللون إلى حبل دبلوماسي مشدود في لقاء ترامب ونتنياهو؛ وهو اللقاء الرابع منذ مجيء ترامب للسلطة في يناير الماضي.
ويُحذر خبراء أميركيون من فخ تاريخي وسط تقديرات وسيناريوهات حول ما سيحدث في هذا اللقاء: هل سيرضخ نتنياهو لضغوط ترمب ويقدّم تنازلات مؤلمة؟ هل سيتبنى مطالب أعضاء حكومته في تحدٍ لإدارة ترامب؟ وإذا استجاب نتنياهو، فهل يعني ذلك بارقة أمل في إنهاء الحرب بقطاع غزة المدمر؟ أم ستغرق المنطقة في اتهامات متبادلة أعمق حول جدول الأعمال وكيفية تنفيذ الإفراج عن الرهائن المحتجزين وكيفية نزع سلاح حماس، ومعضلة اليوم التالي؟
السيناريوهات المحتملة
ويتوقع المحللون صدور بيان مشترك في أعقاب اجتماع ترمب ونتنياهو، ويشيرون إلى تباين السيناريوهات المحتملة المترتبة على الاجتماع ما بين التفاؤل والتشاؤم والتسويف.
ووفق صحيفة الشرق الأوسط فإن واشنطن بوست تقول إن العناصر المتعلقة بالحكم والأمن والتنمية في غزة غير واضحة حول أسلوب التنفيذ والخطة الزمنية، لكن الصحيفة تفاءلت بإمكانية أن تفضي الخطة إلى فتح الباب أمام قيام دولة فلسطينية إذا تم تنفيذ جميع الإصلاحات التنموية والسياسية التي تقدمها الخطة.
والسيناريو المتفائل هو أن تبدأ إسرائيل الانسحاب التدريجي من قطاع غزة بعد إطلاق سراح الرهائن، وأن تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية، مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية، على نحو يخفف من حدة تمرد اليمين المتطرف في الائتلاف الإسرائيلي، وأن يتم إبرام هذا الاتفاق قبل حلول العاشر من أكتوبر، وهو موعد إعلان جائزة نوبل للسلام.