فرضت المعطيات الميدانية الأخيرة على الاحتلال الإسرائيلي قبول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، بعد فشل محاولاته في تحقيق أي اختراق استراتيجي في قطاع غزة خلال عملياته العسكرية الطويلة.

خاص-الخبر اليمني:  

وقد تم الاتفاق على صفقة تبادل شملت تحرير جميع المخطوفين والقتلى الإسرائيليين، مع ضمانات دولية من الولايات المتحدة، بعد أن تبين أن استمرار الحرب يشكل تهديدًا للمصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.

رغم الضغوط العسكرية، لم يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من استعادة السيطرة على غزة أو القضاء على قوة حماس الميدانية بالكامل، ولم يتحقق مشروع التطهير أو التوسع الاستيطاني الذي كان يروج له عناصر اليمين الإسرائيلي. كما لم يتم فرض حكم عسكري كامل على القطاع، وهو ما يدل على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه الأساسية، رغم الخسائر التي لحقت بالمقاومة.

الصفقة التي تم التوصل إليها، بما فيها إعادة الأسرى والمخطوفين، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية صمدت ونجحت في منع الاحتلال من فرض إرادته بالقوة العسكرية وحدها.

ومشهد عودة مئات آلاف الغزيين إلى مدنهم المدمرة بعد وقف إطلاق النار يمثل انتصارًا لصمود الشعب الفلسطيني والمقاومة، ويشكل رفضًا عمليًا لمحاولات الاحتلال فرض التطهير العرقي أو فرض السيطرة على القطاع.

في الوقت نفسه، تظل مسألة إعادة الإعمار واستقرار القطاع مرتبطة بتشكيل قوة متعددة الجنسيات لمراقبة الوضع وضمان عدم عودة التصعيد، إلى جانب دور متزايد لمصر وقطر وتركيا في إدارة الملف، وإشراك السلطة الفلسطينية بشكل مؤثر ضمن الحلول المقترحة.

يبقى واضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية في غزة، وأن استمرار صمود حماس وسكان القطاع، رغم العدوان، يؤكد أن المقاومة الفلسطينية باتت قوة لا يمكن تجاهلها، وأن الانتصار الحقيقي في هذه المعركة كان لصمود الشعب الفلسطيني وحماية أرضه ومقدساته.