السوسنة - أحبطت الأجهزة الأمنية الأردنية محاولة تهريب 45 كيلوغراماً من مادة الكريستال المخدرة، كانت مخفية داخل قطع آليات ثقيلة يقودها أشخاص من جنسية أجنبية، في واحدة من أكبر عمليات ضبط المخدرات خلال السنوات الأخيرة.

ويرى مختصون في علم الاجتماع والقانون أن هذه العملية تتجاوز كونها إنجازاً أمنياً، لتشكل فعلاً وقائياً يحمل أبعادًا اجتماعية عميقة، إذ تُمثل خطوة مهمة في حماية فئة الشباب من الوقوع في براثن الإدمان، بما يترتب عليه من آثار نفسية وسلوكية مدمّرة.

الكريستال، المعروف بمخدر الشبو أو مخدر الشيطان، يُعد من أخطر المواد المخدرة المصنعة كيميائيًا، لارتباطه المباشر بحالات الهلوسة، والسلوك العدواني، والاضطرابات العصبية. ويرى الخبراء أن تهريبه لا يمثل جريمة تقليدية بل تهديداً لبنية المجتمع وتماسكه الداخلي.

وأكدت أستاذة علم الاجتماع ميساء الرواشدة أن الجهد الأمني يعكس دور الدولة كدرع اجتماعي، يسهم في الوقاية من التفكك الأسري وولادة بؤر إجرامية، مشيرة إلى أهمية دمج الأمن التقليدي بالأمن الاجتماعي، وتعزيز وعي الأسرة والمؤسسات التعليمية.

من جانبه، أوضح أستاذ القانون سيف الجنيدي أن قانون المخدرات الأردني يتميز بشمولية التجريم وسياسة عقابية واضحة، ويخضع لرقابة محكمة أمن الدولة نظرًا لخطورة هذه القضايا، مع ضمانات دستورية للمحاكمة العادلة. وشدد على أن المخدرات تهدد الحق في الحياة والصحة، وتتطلب جهداً وقائيًا وعلاجياً متكاملاً على المستويين المحلي والدولي.

أقرأ أيضًا: