اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
تعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، مشكلة كبرى للبيئة، حيث تتسرب ملايين الأطنان المترية من النفايات البلاستيكية إلى محيطات العالم سنويا، بحسب سبوتنيك.
وفي الآونة الأخيرة، وجد أن جزيئات تآكل الإطارات، تمثل نحو 45% من جميع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في كل من النظم الأرضية والمائية.
وتطرح الإطارات جسيمات بلاستيكية دقيقة صغيرة أثناء مرورها على الطرق، ويجرف المطر جزيئات تآكل الإطارات هذه إلى الخنادق، حيث تتدفق إلى الجداول والبحيرات والأنهار والمحيطات.
وخلال هذه الرحلة، غالبا ما تجد الأسماك وسرطان البحر والمحار وغيرها من الكائنات المائية جزيئات تآكل الإطارات هذه في غذائها، ومع كل قضمة، تستهلك الأسماك أيضا مواد كيميائية شديدة السمية يمكن أن تؤثر على الأسماك نفسها، وعلى الكائنات التي تتغذى عليها.
وتموت بعض أنواع الأسماك، مثل سمك السلمون المرقط، وسمك السلمون المرقط الجبلي، وسمك السلمون الكوهو، بسبب المواد الكيميائية السامة المرتبطة بجزيئات تآكل الإطارات، حسبما ذكره موقع 'ساينس أليرت'.
ووجد باحثون في عام 2020، أن أكثر من نصف أسماك سلمون الكوهو العائدة إلى مجاري المياه في ولاية واشنطن، نفقت قبل وضع البيض، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مادة '6 بي بي دي كيو'، وهي مادة كيميائية مشتقة من '6 بي بي دي'، وتضاف إلى الإطارات لمنع تحللها.
ولكن آثار جزيئات تآكل الإطارات لا تقتصر على الكائنات المائية فحسب، بل قد يتعرض البشر والحيوانات على حد سواء لجزيئات تآكل الإطارات المحمولة جوا، وخاصة الأشخاص والحيوانات التي تعيش بالقرب من الطرق الرئيسية.
وفي دراسة أجريت في الصين، عثر على المادة الكيميائية نفسها، 6 بي بي دي كيو، في بول الأطفال والبالغين.
وبينما لا تزال آثار هذه المادة الكيميائية على جسم الإنسان قيد الدراسة، تظهر الأبحاث الحديثة أن التعرض لهذه المادة الكيميائية قد يضر بأعضاء بشرية متعددة، بما في ذلك الكبد والرئتين والكلى.
وفي مدينة أوكسفورد، التابعة لولاية ميسيسيبي، حدد علماء من جامعة ميسيسيبي، أكثر من 30 ألف جزيئة تآكل إطارات في 24 لترا من مياه الأمطار المتدفقة من الطرق ومواقف السيارات بعد عاصفتين مطريتين.
وقال الباحثون، أنه في المناطق ذات حركة المرور الكثيفة، يعتقد أن التركيزات قد تكون أعلى بكثير.
وفي جامعة ميسيسيبي، يتم إجراء تجارب على طرق مستدامة لإزالة جزيئات تآكل الإطارات من المجاري المائية باستخدام مواد طبيعية سهلة المنال، ومنخفضة التكلفة من النفايات الزراعية، الفكرة بسيطة: التقاط جزيئات تآكل الإطارات قبل وصولها إلى الجداول والأنهار والمحيطات.
وفي دراسة حديثة، اختبر فريق البحث رقائق خشب الصنوبر والفحم الحيوي، وهو نوع من الفحم النباتي يصنع من تسخين قشور الأرز في غرفة أكسجين محدودة، وهي عملية تعرف باسم التحلل الحراري، ووجدوا أنهما قادران على إزالة ما يقرب من 90% من جزيئات تآكل الإطارات من مياه الصرف في مواقع الاختبار.
ويعد الفحم الحيوي مادة راسخة لإزالة الملوثات من المياه، بفضل مساحته السطحية الكبيرة ومسامه، ومجموعاته الكيميائية الوفيرة، وثباته العالي، وقدرته العالية على الامتصاص، وتكلفته المنخفضة.
كما ثبت أن رقائق الخشب، بفضل تركيبتها الغنية بالمركبات العضوية الطبيعية، تزيل الملوثات، واستخدم علماء آخرون الرمل أيضا لتصفية المواد البلاستيكية الدقيقة، إلا أن معدل إزالته كان منخفضًا مقارنة بالفحم الحيوي.
وبما أن الفحم الحيوي ورقائق الخشب يمكن إنتاجهما من النفايات الزراعية، فهما غير مكلفين نسبيا، ومتوفران بسهولة للمجتمعات المحلية. وستكون هناك حاجة لدراسات رصد طويلة الأجل، لا سيما في بيئات حركة المرور الكثيفة، لتحديد فعالية هذا النهج وقابليته للتوسع بشكل كامل. كما يعد مصدر مادة الترشيح مهما أيضا.