متابعات- نبض السودان

أحدث الدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، مفاجأة سياسية مدوية بإعلانه عدم الترشح لأي منصب وزاري في الحكومة المقبلة التي سيقودها الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء المرتقب، والذي من المنتظر أن يُصدر خلال الساعات القادمة قرارًا بحل الحكومة الانتقالية الحالية، إيذانًا بمرحلة سياسية جديدة في تاريخ السودان.

رسالة وداع من جبريل إبراهيم: 'خمس سنوات من التحديات والإنجازات'

وفي بيان رسمي توجه به إلى الشعب السوداني، أكد جبريل إبراهيم أنه لن يكون جزءًا من التشكيلة الوزارية الجديدة، مشيرًا إلى أن قراره جاء بعد مسيرة امتدت لخمسة أعوام في منصب وزير المالية، تخللتها تحديات جسام وظروف اقتصادية وسياسية بالغة التعقيد، لكنها لم تخلُ من محطات نجاح وتقدم مهمة في الملف الاقتصادي.

وأضاف جبريل:

'لقد حاولنا بكل ما أوتينا من جهد أن نضع اللبنات الأولى لتعافي الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستقرار المالي، رغم الظروف الصعبة التي مر بها السودان.'

إشادة بالقرار وتأكيد على دعم الانتقال

رحّب جبريل إبراهيم بقرار الدكتور كامل إدريس بحل الحكومة الحالية، واعتبره خطوة شجاعة نحو تجديد القيادة الوطنية ضمن إطار الانتقال السياسي المتفق عليه. وأعرب عن أمله في أن تتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الإصلاح والاستقرار.

شكر وامتنان للشعب السوداني

وفي ختام خطابه، عبر جبريل عن امتنانه العميق للشعب السوداني الذي وصفه بـ'العظيم'، لما أبداه من صبر وتحمل في وجه الأزمات، مؤكدًا أن ثقة المواطن كانت الدافع الأكبر خلف كل ما تحقق من إصلاحات، رغم قسوة الظروف.

وختم قائلاً:

'أسأل الله أن يحفظ السودان، وأن يُلهم القيادة القادمة الحكمة والقوة لتحقيق تطلعات هذا الشعب العظيم.'

جبريل يغادر منصبه في لحظة مفصلية

يأتي إعلان جبريل إبراهيم بالتزامن مع الترتيبات الجارية لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور كامل إدريس، وسط توقعات بتغييرات جذرية في الهيكل الوزاري ومضامين السياسات العامة، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الوضع الاقتصادي والسياسي المتأزم في البلاد.

وبينما يستعد السودان لعبور مرحلة جديدة، فإن خروج جبريل من المشهد التنفيذي يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول هوية الطاقم القادم، والتوجهات الاقتصادية التي ستعتمدها الحكومة في التعامل مع التحديات المتزايدة.