شهد منتدى حوار المدن العربية الأوروبية، المنعقد في العاصمة الرياض، تنظيم جلسة حوارية متقدمة بعنوان 'منتدى التمويل الحضري: رؤى من المؤسسات المالية'، استعرضت خلالها المبادرات والمشروعات التنموية في مجالي التمويل والاستثمار، بمشاركة واسعة من مسؤولي البلديات والوفود الرسمية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات تمويل دولية وصناديق تنمية.

بلغت القيمة الإجمالية للمشروعات التي تم عرضها خلال الجلسة وتُنتظر فرص تمويلها نحو 6.2 مليارات ريال، بمشاركة من الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الأفريقي للتنمية، وصندوق الأمم المتحدة لسلامة الطرق، ومؤسسة التمويل الأفريقية.

الجلسة، التي اعتُبرت من المحطات المحورية ضمن 'مسار العمل' للمنتدى، أتاحت مساحة تفاعلية مفتوحة لتعزيز التواصل المباشر بين المدن العربية والأوروبية والجهات المانحة، في سبيل دعم مشاريع التنمية الحضرية وتحفيز الاستثمارات المستدامة.

اقرأ أيضًا: التعاون الإسلامي يثني على جهود ولي العهد في رفع العقوبات عن سوريا

وهدفت الجلسة إلى سد الفجوة بين الاحتياجات المتنامية للمدن في تطوير بنيتها التحتية وخدماتها الحضرية، وبين آليات التمويل العالمية المتاحة، عبر الربط المباشر بين المشاريع المقترحة وجهات التمويل، وتبادل الآراء مع الخبراء وصنّاع القرار.

توزعت أعمال الجلسة إلى مسارين رئيسين: مسار الحلول: تناول تجارب المؤسسات المالية في تصميم شراكات استراتيجية متعددة المستويات، ومسار المشاريع: خُصص لعرض مبادرات حضرية من مدن عربية وأوروبية تسعى للحصول على تمويل مباشر أو إقامة شراكات طويلة الأجل.

أدار الجلسة كل من الدكتور كايل فاريل، كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وكارين ماجواير، رئيسة قسم التنمية الاقتصادية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وخلال الجلسة، عرضت ثماني مدن عربية وأوروبية مشاريعها أمام ممثلي مؤسسات التمويل، أبرزها: كيشيناو (مولدوفا) مشروع ترميم 'مطحنة الحمراء'، لإحياء معلم تراثي وتحويله إلى مركز للإبداع الثقافي، وجيبوتي مبادرة 'مدينة دون نفايات' لتحسين إدارة النفايات والتوعية المجتمعية، ورام الله إنشاء محطة لفرز النفايات الصلبة بهدف تقليل النقل وتحسين البيئة، ونيس (فرنسا) تمديد خط الترام رقم 4 لتوسيع شبكة النقل العام، ومدريد (إسبانيا) مشروع 'مدريد نويفو نورتي' لتحويل مناطق صناعية إلى أحياء حضرية متعددة الاستخدامات.

وشملت المشاريع الدمام (السعودية) إعادة تأهيل شارعي 6 و8 بحي الشاطئ الشرقي، مع التركيز على البنية التحتية وسلامة المشاة والدراجات، تماشياً مع رؤية 2030، وأربيل (العراق) مبادرة لتطوير بيئة صديقة للدراجات من خلال بنية تحتية مخصصة، ونواكشوط (موريتانيا) مشروع لصندوق إقليمي للتكيّف المناخي يركز على الطاقة الشمسية والزراعة الحضرية والنقل المستدام.

مثّل هذا التفاعل المباشر بين المدن والمؤسسات التمويلية خطوة عملية بارزة، أظهرت قدرة المدن على تقديم مشاريع نوعية قابلة للتنفيذ، كما مهّد الطريق لبناء شراكات تنموية مستدامة تتجاوب مع تحديات العصر البيئية والاقتصادية.