قال الكاتب والمحلل اللبناني محمد الرز، إن إسرائيل فشلت في الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار مع لبنان طيلة الأيام الستين المحددة لهذا الغرض، التي كانت خطوة أولى نحو تنفيذ القرار الأممي 1701، لافتًا إلى أن اللجنة الخماسية، التي تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية، سجلت 1500 خرق إسرائيلي للاتفاق وفقًا لتقارير قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).

وأشار في تصريحه لـ'الدستور'، إلى إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال تفقده لقوات الطوارئ في الجنوب اللبناني الأسبوع الماضي، أن إسرائيل لا تنوي الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية خلال فترة الستين يومًا التي تنتهي صباح غدٍ الإثنين.

ادعاءات إسرائيل بشأن الجيش اللبناني

وأضاف الرز: 'من جانبه، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن قواته لن تنسحب بالكامل من الأراضي اللبنانية، مبررًا ذلك بأن الجيش اللبناني لم يحقق المطلوب منه.

وأضاف الرز: 'وهذا الادعاء لا أساس له من الصحة، بل هو افتراء وكذب، حيث نفذ الجيش اللبناني وبالتعاون مع قوات اليونيفيل 500 مهمة في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي جنوب نهر الليطاني، من بينها تدمير 100 مخزن أسلحة تابع لحزب الله'.

وتابع: 'لكن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية قرب الحدود مع فلسطين المحتلة هو الذي عرقل تنفيذ الجيش اللبناني لبقية مهماته'.

وتابع الرز: 'إسرائيل تواصل احتلال 62 قرية وبلدة لبنانية تمتد على طول شريط حدودي يبلغ 120 كيلومترا، وهو متصل بسفوح جبل الشيخ التي احتلتها إسرائيل مؤخرًا، هذه المناطق تشمل القطاع الغربي في غابات بلدة اللبونة قرب منطقة الناقورة، مرورًا بالقطاع الأوسط حيث تسيطر على هضبة بلدة بلاط ومرتفعات الحمامص، وصولًا إلى القطاع الشرقي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا'، معتبرًا هذا التوسع يهدف إلى تأمين السيطرة على الشريط الحدودي اللبناني، وهو ما أكده رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الذي قال إن الانسحاب من هذه المنطقة محظور لضمان أمن مستوطني الجليل'.

وأشار الرز إلى أن 'الولايات المتحدة، رغم تلقي رئيسها الجديد - القديم دونالد ترامب اتصالًا من نتنياهو بشأن بقاء القوات الإسرائيلية في هذا الشريط الحدودي اللبناني، لم تصدر أي موقف يدعو إسرائيل للانسحاب الكامل من لبنان وفق نص الاتفاق الذي رعته أمريكا نفسها، لافتًا إلى أن هذا الموقف يشير إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل مسارات جديدة على الساحة اللبنانية، خاصة وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يضع عوائق أمام إعادة إحياء الدولة اللبنانية برئاسة جوزيف عون وحكومة نواف سلام'.

واختتم الرز بالقول: 'إن قضية صون السيادة الوطنية ستظل أولوية، وقد تتصدر خطاب رئيس الجمهورية الجديد الذي يعلق عليه اللبنانيون آمالًا كبيرة، من بين المسارات المحتملة التي قد تحدث، ما تم تسريبه عن تشكيل جبهة مقاومة تضم قوى وأحزاب مختلفة، بما في ذلك حزب الله، بهدف تحرير الأراضي اللبنانية وفقًا للقانون الدولي ومتطلبات السيادة الوطنية. ومع ذلك، يبقى من الضروري تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة لخوض معركة إجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل، من خلال الضغوط السياسية والدبلوماسية'.