في هذا الخريف، تتجاوز الرائحة المثالية حدود الورود الصارخة والفواكه الصيفية، لتستقر في حضن الدفء والتأمل، اللذين يجلبهما الشاي. لقد أصبحت العطور المستوحاة من الشاي الخيار الأكثر طلباً، حيث تنسج خيوطاً من الألفة المريحة والفخامة الهادئة في آنٍ، بحسب زهرة الخليج.

وسواء كنتِ تميلين إلى نفحات الشاي الأسود القوي، المدعوم بلمسة من العسل الذهبي، أو تفضلين الرقة الكريمية لـ«لاتيه» دافئ ومخملي، فإن هذه العطور تمتلك قدرة فريدة على تهدئة الحواس بأسلوب لا مثيل له. وليس من المستغرب أن يعتلي هذا المشروب التقليدي عرش الإلهام العطري؛ فالشاي يمثل لحظة نقاء وأناقة غير متكلّفة.

وفي عالم يزداد تسارعاً وصخباً، تبدو هذه الرائحة ما يبحث عنه الجميع في موسم التغير؛ إنها دعوة للتوقف، في لحظة تأمل وارتكاز. ومثل المشروب نفسه، تأتي عطور الشاي بتشكيلات لا حصر لها، تلبي كل ذوق؛ فيمكن أن تكون منعشة ونقية كنسيم الصباح، أو زهرية مرهفة، أو حليبية دافئة، أو خشبية عميقة. إنها تتماشى ببراعة مع أرقى العطور؛ لتصبح التعبير الأمثل عن الرغبة المتزايدة في الأناقة التي تلامس الروح.

الشاي الأخضر.. نضارة وانتعاش:

نغمات الشاي الأخضر في العطور، عادة، تكون خفيفة ومنعشة، وتستحضر أوراق الشاي الطازجة أو المنقوعة. إنها منعشة، وشفافة، وعطرية. ومن أبرز العطور التي تجسد هذه الروح عطر «إليزابيث أردن شاي أخضر»، الذي أثبت شعبيته منذ إطلاقه. ويجمع هذا العطر بين نغمات الشاي الأخضر والياسمين والبرغموت والليمون؛ ليمنح إحساسًا مبهجًا يروق حتى لأكثر عاشقات العطور. أما إذا كنتِ تبحثين عن لمسة أكثر فخامة، فجربي «أرماني شاي يولونغ»، الذي يمثل الفخامة الهادئة؛ فالعطر دقيق وأنيق، مع لمسات زهر البرتقال والإيريس، التي تمنح إحساسًا بالترف والنعومة.

ولعاشقات المزاج الأكثر عمقًا، يقدم «نست إنديغو» مزيجًا من الشاي المغربي مع الهيل والتين، ليكون العطر المثالي لأيام الخريف الممطرة. بينما يمنح «سنيف تذكرة ذهبية» إحساسًا يشبه السبا بفضل طبقات المريمية والبخور والعنبر، ما يجعله مناسبًا للاستمتاع بلحظات الاسترخاء.

شاي الماتشا.. تجربة غنية وفاخرة:

يختلف شاي الماتشا عن الشاي الأخضر التقليدي، فهو يتركز في أوراقه المطحونة، مانحًا العطر ثراءً وعمقًا فريدًا. فالماتشا يضيف تجربة مخملية تقريبًا، مع ملمس واضح. وعطر «بنهاليغونز» يستخدم الماتشا لإضفاء العمق والملمس، بالشراكة مع الفستق المملح، وزهرة البنفسج الشبيهة بالجلد، ليقدم إحساسًا فخمًا ومنعشًا في الوقت ذاته. بينما يقدم «دأنام ماتشا سوفت سيرف» نسخة حلوى مثلجة بعطر غني، مع لمسة فانيليا تشبه مخروط الوافل. كما يظهر الماتشا في «نيت شاي فانيليا»، و«لو موند غورماند شاي ماتشا»، الأول برائحة فانيليا راقية ومائية، والثاني أكثر شبابًا مع زهرة الفريزيا في المقدمة.

الشاي الأسود.. الغنى والعمق:

يمثل الشاي الأسود الغنى والنكهة المركزة قليلة المرارة، وغالبًا يُمزج مع البرغموت؛ لإضفاء لمسة كلاسيكية، مستوحاة من شاي «إيرل غراي». ونغمات الحمضيات تعزز الصفات النقية والمنعشة والمهدئة للشاي. و«ليبرتي لاب تي واي - متاهة الحرية» يشبه شايًا مثلجًا يُحتسى في حديقة غنية، مع نغمات إيرل غراي والزهور البيضاء. بينما يقدم «فيلهيلم بارفوميري - عزيزتي بولي» خيارًا أكثر عمقًا وجاذبية مع قاعدة خشبية تمنحه ثباتًا رائعًا. الشاي الأسود، أيضًا، يتناغم بشكل رائع مع الروائح الدخانية، مثل «لو لابو - شاي أسود 29»، الذي يمزج التبغ والأرز مع التين؛ ليكون العطر المثالي لمحبات الغموض. وإذا كنتِ تفضلين العطور الصلبة، فـ«لونغتيك - شاي أسود وتين» يأتي بتركيبة هلامية مثالية للطبقات.

الشاي الأبيض.. الرقة والنعومة:

الشاي الأبيض هو الأقل معالجة، ما يمنحه رقة فريدة تتناغم مع الحمضيات والزهور والمسك. و«كوريس - شاي أبيض» يمزج البرتقال والبيوني والشاي الأبيض على قاعدة مسكية.