رغم أن الكشف المبكر عن السرطان يُعد أحد أهم عوامل النجاة، إلا أن كثيرين يستهينون بأعراض خفيفة قد تخفي وراءها مرضًا خطيرًا، الدكتور ميكائيل أ. سيكيريس، أخصائي الأورام، حذّر في حديث مع صحيفة واشنطن بوست من مجموعة من العلامات الصامتة التي لا ينبغي تجاهلها، مشيرًا إلى أن استمرار الأعراض أو تغير طبيعتها قد يكون دافعًا قويًا لإجراء الفحص الطبي.

1. تضخّم الغدد الليمفاوية: إنذار لا يجب تجاهله

77.235.62.132

الغدد الليمفاوية تعمل كخط الدفاع الأول للجهاز المناعي، وتضخمها غالبًا ما يرتبط بالعدوى.

لكن ما يحذر منه الأطباء هو النوع غير المؤلم والصلب من التورم الذي ينمو تدريجيًا ولا يختفي.

وفقًا لدراسة هولندية، 1% فقط من حالات تضخم الغدد الليمفاوية ترتبط بالسرطان، لكن التضخم المستمر لأكثر من أسبوعين، أو الذي يتجاوز بوصة واحدة، يستدعي إجراء خزعة وفحص دقيق.

2. تغيّرات في عادات الأمعاء: ليست دائمًا اضطرابات هضمية

الإسهال أو الإمساك المتكرر، الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بالكامل، أو النزيف الشرجي، كلها علامات قد تبدو عابرة.

لكن دراسة حديثة على مرضى سرطان القولون والمستقيم تحت سن الخمسين وجدت أن أكثر من نصفهم لاحظوا تغيرات واضحة في عادات الأمعاء قبل التشخيص.

استمرار عرضين أو أكثر من هذه الأعراض لأكثر من شهرين يتطلب فحوصات متخصصة.

3. فقدان الوزن المفاجئ: علامة لا يجب اعتبارها إيجابية دائمًا

في حين يفرح البعض بفقدان الوزن دون حمية، إلا أن فقدان أكثر من 10% من وزن الجسم خلال وقت قصير دون سبب واضح قد يكون مؤشرًا لوجود مرض خطير.

دراسة تابعت أكثر من 150 ألف أخصائي رعاية صحية لأكثر من 30 عامًا، وجدت أن هذا النوع من فقدان الوزن يزيد احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 37% خلال العام التالي.

السرطانات المرتبطة غالبًا بهذا العرض:

سرطان المعدة

سرطان البنكرياس

سرطان الرئة

سرطان القولون

4. السعال المزمن والمستمر: أكثر من مجرد نزلة برد

السعال المستمر لأكثر من 8 أسابيع دون سبب واضح، مثل الحساسية أو الالتهابات، قد يكون من العلامات المبكرة لسرطان الرئة.

في دراسة شملت 10,000 مريض بسرطان الرئة، كان السعال المزمن العلامة الأولى لدى ثلث المصابين.

انتبه خاصةً إذا ترافق السعال مع:

ألم في الصدر

ضيق في التنفس

خروج دم مع البلغم

الفحص المبكر: السلاح الأهم في مواجهة السرطان

'السرطان لا يظهر فجأة، بل يُرسل إشارات مبكرة يمكن ملاحظتها إذا كنا منتبهين لأجسادنا.' — د. سيكيريس

إجراء الفحوصات الدورية

مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير غير مبرر

تجنب العلاج الذاتي أو الانتظار الطويل

كلها خطوات أساسية تُضاعف فرص الشفاء وتمنع تطوّر المرض إلى مراحل يصعب فيها العلاج.

تذكير مهم

ليست كل الأعراض التي ذكرناها تعني الإصابة بالسرطان، فقد تكون ناجمة عن أسباب عادية مثل التهابات بسيطة أو إجهاد مزمن. لكن الفرق الأساسي هو:

الاستمرار في الأعراض، أو زيادتها مع الوقت، هو ما يستوجب القلق والفحص.