محمد البكر

كان لا بد من إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان من قيادة الفريق الأول لكرة القدم لنادي الاتحاد بعد سلسلة من النتائج السلبية التي عصفت باستقرار الفريق خلال الأسابيع الماضية، خاصة أن التغيير بات ضروريا لإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي في المنافسات المحلية والقارية.

الأكثر يتفق أن أسباب الإقالة تعود إلى تراجع النتائج في الدوري وعدم قدرة الفريق على حصد النقاط أمام منافسين أقل قوة، إضافةً إلى فقدان الانسجام التكتيكي داخل الملعب، وتكرار الأخطاء الدفاعية التي كلّفت الفريق خسائر غير متوقعة كما وُجهت للمدرب انتقادات حادة بسبب إصراره على بعض الخيارات الفنية، وعدم استثماره بالشكل الأمثل في العناصر الأجنبية والمحلية التي يملكها الفريق.

الواقع أن الاتحاد ظهر من جانب فني تحت قيادة بلان بصورة باهتة هجوميًا، إذ افتقد الفريق إلى الحلول الإبداعية في الثلث الهجومي الأخير، واعتمد على الكرات الطويلة بشكل مفرط، ما أفقده القدرة على السيطرة على مجريات اللعب.

دفاعيًا، الفريق لم ينجح في معالجة مشكلات التمركز وسوء التنظيم، وبرأي أنه استقبل أهدافًا سهلة نتيجة الأخطاء الفردية والجماعية، أما في خط الوسط، فغاب الربط بين الدفاع والهجوم، وهو ما انعكس على بطء الانتقال وفقدان الكثافة العددية عند بناء الهجمات رغم امتلاكه أسماء بارزة مثل كريم بنزيما ونغولو كانتي، إلا أن الفريق لم يتمكن من استغلال هذه النجوم لإحداث الفارق، بل ظهر وكأن كل لاعب يعمل بمعزل عن الآخر.

أجزم أن الاتحاد بحاجة إلى مدرب يمتلك شخصية قوية ونهجًا تكتيكيًا واضحًا يعيد الانضباط للفريق ويستثمر النجوم بطريقة أكثر فاعلية، كما أن إعادة الثقة للاعبين المحليين وتحقيق التوازن بين الخطوط سيكونان مفتاح العودة إلى المنافسة.

في هذه الأيام الإدارة الاتحادية تقف الآن أمام مفترق طرق مهم، فاختيار المدرب المقبل يجب أن يكون مبنيًا على معايير فنية دقيقة تضمن إعادة الانضباط التكتيكي وتحقيق الانسجام بين اللاعبين، كما أن الجانب النفسي يعد عنصرًا لا يقل أهمية، حيث يحتاج الفريق إلى إعادة بناء الثقة داخل غرفة الملابس، وإعادة الروح القتالية التي اشتهر بها 'العميد'.

قرار الإقالة كان ضروريًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الموسم الحالي، فالفترة المقبلة تتطلب عملًا إداريًا وفنيًا متكاملاً، إلى جانب الاستقرار النفسي للفريق ليعود الاتحاد إلى موقعه الطبيعي بين أندية القمة.

إقالة بلان برأيي، كانت خطوة ضرورية في ظل الأوضاع الراهنة، حتى وإن جاءت في وقت حرج بعض الشيء، إلا أن الفريق لا يحتمل المزيد من التعثر في ظل اشتداد المنافسة على جميع الأصعدة.

المرحلة القادمة تتطلب مدربًا صاحب فكر هجومي متوازن، وقدرة على إدارة النجوم الكبار وإعادة توظيفهم بما يخدم هوية الاتحاد التاريخية، وفي حال وُفّقت الإدارة في هذا الاختيار، فإن العميد قادر على استعادة توازنه سريعًا والعودة إلى مكانه الطبيعي بين أندية المقدمة.. ودمتم سالمين.