علق الكاتب الروائي رضا سليمان على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة وعدم تدفق السلاح إلى القطاع، مدعيًا أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر أرئيل شارون مغادرته عام 2005.

وقال “سليمان”: “تأتي تصريحات نتنياهو الأخيرة ضد مصر للتغطية على فشله في إدارة مسلسل العنف الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، هذا المسلسل الذي كان يعتقد أنه سينتهي مع حلقاته الأولى، فما كان هدفهم في البداية إلا افتعال الأسباب للدخول إلى قطاع غزة وارتكاب ما اتفق عليه الرأي العام العالمي بأنه جرائم حرب بل وجريمة إبادة جماعية يتم ارتكابها ضد شعب أعزل يتم عقابه لأنه يتمسك بالعيش على أرضه”.

وأضاف: “من الطبيعي جدا أن يقاوم أي فرد وأي شعب من يعتدي عليه، وهذه المقاومة حق شرعي أصيل لأي كائن على وجه الأرض، ولابد لمن يريد الدفاع عن نفسه وعن أرضه أن يبحث ويبتكر، بل ويخترع أدوات وأسلحة للمقاومة، فلا تسأله من أين أتى بأدوات المقاومة، لأن الطبيعي هو الحديث عن إيقاف العدوان، لكن الهجوم الدموي العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة يصاحبه عدوان دعائي من نوعية وصف المقاومة بالإرهاب، والسؤال عن كيفية المقاومة وأدواتها”.

وتابع “سليمان”: “مع استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني الصامد فشل نتنياهو من تحقيق انتصار يدعمه سياسيا على المستوى الداخلي والخارجي، فاشتعلت ضد حكومته المظاهرات داخل إسرائيل وخارجها وتحول النجاح الذي كان يحلم بتحقيقه إلى فشل مخزي سوف يكتب في التاريخ بمداد الدم، الأمر الذي جعله يفقد أعصابه ويرغب في إثارة الرأي العام فى الداخل الإسرائيلي قبل العالمي بتوجيه الاتهام إلى مصر بهذا الشكل في محاولة غير محسوبة لإثارة المشاعر المصرية ومحاولة جرها، كما يسعى باستمرار، إلى أرض الدم التي يسبح متخبطا بين أمواجها، لكن الحكمة المصرية لن تنساق خلف هذه الترهات، كما أنها لن تؤثر عالميا أيضا، فالسلام الذي يبحث عنه الشعب الإسرائيلي لن يأتي بمثل هذا العنف وهذه الإبادة الدموية أبدا، إنما يأتي وفقا للرؤية المصرية الثابتة من قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهي باختصار حل الدولتين”.