زاد الاردن الاخباري -

خاص - نظمت مؤسسة إعمار إربد بالتعاون مع منتدى الدكتور محمد الحموري الثقافي، في قاعة بلدية إربد الكبرى، جلسة حوارية واحتفالية بتوقيع كتاب 'شذرات من تاريخ الأردن' لمؤلفه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية.

وخلال الجلسة، شدد الروابدة على أن الهدف من الكتاب هو إلقاء الضوء على تاريخ الأردن، ومعاينة الحاضر، ورسم ملامح المستقبل، ليكون مرجعًا للأجيال القادمة في مواجهة حملات التشكيك والتزييف. وأكد أن 'تاريخ الأردن ناصع البياض'، مشيراً إلى أن المملكة نشأت عربيةً وتستمر على نهج العروبة منذ ثورة العرب الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، التي حمل ملوك بني هاشم رايتها جيلاً بعد جيل.

وأوضح الروابدة أن بعض الأصوات تحاول الادعاء بأن الأردن 'دولة مصطنعة'، وهو ما يفنّده وجوده الممتد تاريخيًا منذ الحضارات القديمة مرورًا بالعصر الإسلامي وصولاً إلى الدولة الحديثة. وأضاف: 'الأردن لا يمنّ على أحد بعروبته، لكنه في الوقت ذاته لا يتخلى عن هويته الوطنية الجامعة، التي تشكل مظلة لكل من يعيش على أرضه مواطناً متساوياً في الحقوق والواجبات'.

كما شدد على ضرورة صياغة سردية وطنية أردنية تُبرز الهوية وتحصّن الوعي الجمعي، خصوصاً في ظل ما واجهته البلاد من محاولات تشويه وإعلام موجّه.

من جانبه، اعتبر الوزير الأسبق الدكتور طارق الحموري، الرئيس الفخري للمنتدى، أن الكتاب يمثل 'صرخة وعي هادئة' تعيد تقديم قصة الأردن بصدق وجرأة بعيداً عن التزويق أو التهويل، مؤكداً أنه مرجع فكري وثقافي يضيء على جذور الدولة وتطورها.

أما الوزير الأسبق الدكتور عزت جرادات، فلفت إلى أن الكتاب يشكّل حالة استثنائية في المشهد الثقافي الأردني، إذ يجمع بين السرد السياسي والتوثيق التاريخي، ويعكس تجربة مؤلفه الذي عاش محطات الدولة عن قرب، فكان شاهداً ومؤرخاً في آن واحد.

وفي مداخلة أخرى، أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أهمية الكتاب كـ'حاضنة معرفية ومنصة مشبعة بالحقائق'، مثنياً على إصرار الروابدة في الدفاع عن تاريخ الأردن وصورته، ليبقى الوطن حصناً للعروبة والكرامة.

اتفق المتحدثون على أن كتاب 'شذرات من تاريخ الأردن' لا يقتصر على توثيق أحداث الماضي، بل يقدم قراءة تحليلية تستشرف المستقبل، ويعيد تثبيت أركان السردية الوطنية في مواجهة حملات التشويه، ليبقى الأردن كما وصفه الروابدة: 'وطناً لا يعيش إلا بهوية واحدة، وامتداداً طبيعياً للعروبة، وركيزة في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية'.