قطاع غزة.. بين فكي الجشع الاستعماري.. والوهم التلمودي..

بقلم : الدكتور مازن مرجي

دائما ما يطرح السؤال التقليدي الهام : هل السياسة هي التي تقود الاقتصاد ام ان الاقتصاد هو الذي يقود السياسة؟ ..

ثم يتبعه سؤال الساعة : لماذا تستميت كل من اميركا والكيان الاسرائيلي واخرين في حربهم الضروس على القطاع والسعي لتهجير سكانه بالقوة الخشنة والناعمة وارتكاب افضع جرائم الحرب في محاولة سافرة للاستيلاء على هذه الرقعة البحرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبالتالي استعمارها بشكل دائم ونهائي. !؟

... اما قطاع غزة فهو عبارة عن شريط ساحلي على شواطئ البحر الابيض المتوسط ويبلغ طوله حوالي 41 كم ويتراوح عرضه ما بين 6 كم إلى 12 كم، وتبلغ مساحته بحدود 360 كم متر مربع ويسكنه 2.3 مليون انسان.

،

... هناك عدة اسباب اقتصادية ' بحتة ' تقف خلف هذا المشروع الاستعماري الخطير في قطاع غزة :

1- السبب الاقتصادي الأول : الغاز والنفط والمتوفران بكميات هائلة في قطاع غزة .

2 - السبب الاقتصادي الثاني : شق قناة بحرية اطلق عليها اسم ' قناة بنغوريون ' وهي تصل ما بين شواطئ البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر تلغي اهمية قناة السويس والتي يمر عبرها ما بين 8% و 12% من التجارة العالمية، وتبلغ ايراداتها السنوية حسب ارقام عام 2022/2023 بحدود 9.4 مليار دولار أمريكي.

3 - السبب الاقتصادي الثالث: تحويل قطاع غزة ارضها وشواطئها البحرية منطقة سياحية ( الريفيرا !) ومنطقة تجارة حرة واستثمارات عالمية ربما على غرار نماذج عالمية مثل سنغافورة او هونغ كونغ او دبي وسيشمل ايضا بناء ميناء بحري تجاري ضخم ..

هذا طبعا اضافة الى الاسباب والمسوغات السياسية والدينية والعنصرية والتي على راسها انهاء القضية الفلسطينية وانهاء الحق العربي الفلسطيني في فلسطين التاريخية وبشكل تام ومن ثم تحقيق اهداف الحركة الصهيونية الاصلية والتي تقوم على :

- منع قيام الدولة الفلسطينية على اي جزء من فلسطين.

- الغاء حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينين.

- تدويل السيادة على مدينة القدس مع منح رعاية المقدسات الى مرجعيات دينية دولية يهودية ومسيحية واسلامية.

- الاستيلاء على كامل الارض الفلسطينية وتهويدها بعد طرد وتهجير اهلها الاصليين.