أظهرت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients أن الأيض والوظائف الحيوية في الجسم تتأثر بشكل متغير مع التقدم في العمر، وتتداخل عوامل جينية وبيئية وأنماط حياة مختلفة في هذه العملية. والنظام الغذائي يلعب دورًا مركزيًا، حيث تشير الأدلة إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن مثل النظام المتوسطي يعزز الشيخوخة الصحية، بحسب الرجل.

أبرزت الدراسة وجود فروق كثيرة بين كيفية معالجة الرجال والنساء للعناصر الغذائية، خصوصًا في معالجة الدهون قبل انقطاع الطمث، حيث تعالج النساء الدهون في الكبد بشكل أكثر فعالية من الرجال في نفس العمر. ومع ذلك، كانت هذه الفروق بحاجة لمزيد من البحث.

كيف يتغير الأيض مع التقدم في السن؟

من المهم الحفاظ على مستويات سليمة من السكر في الدم مع التقدم في العمر، إذ يرتبط ارتفاع السكر ومقاومة الأنسولين بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. مع التقدم في السن، يميل الأيض إلى التباطؤ، وهذا يصاحبه صعوبة في تنظيم السكر، مما يزيد من خطر الأمراض المرتبطة.

تُشير الدراسة إلى 'الالتهاب المرتبط بالعمر'، وهو التهاب مزمن يتسبب به عدة عوامل منها مقاومة الأنسولين وارتفاع مستوياته في الدم، ويعد عاملًا رئيسيًا في تسريع الشيخوخة، في سبيل مكافحة ذلك، اقترحت استراتيجيات لزيادة حساسية الأنسولين وتقليل الإجهاد التأكسدي مثل تقليل السعرات الحرارية، الصيام المتقطع، واستعمال أدوية مثل الميتفورمين.

حللت الدراسة بيانات من مائة وستة وتسعين مشاركًا كبارًا في السن من دراسة MASTERS التي شملت أشخاصًا يتمتعون بصحة جيدة، وقُيمت صحتهم الأيضية باستخدام اختبارات تحمل الجلوكوز وتحليل تكوين الجسم.

تأثير البروتين النباتي على صحة الرجال في الشيخوخة

واثبتت نتائج الدراسة وجود أنماط غذائية مختلفة تدعم حساسية الأنسولين لدى الجنسين، حيث ربطت زيادة استهلاك البروتين النباتي والحبوب الكاملة بتحسين حساسية الأنسولين لدى الرجال.

كما لوحظ ارتباط تناول بعض المغذيات النباتية مثل الإينوزيتول والفايتك أسيد بمستويات محسنة من حساسية الأنسولين، في حين كان تناول الحبوب المكررة والدهون الحيوانية مثل CLA مرتبطًا بتدهور الأيض عند الرجال.

أشارت الدراسة أيضًا إلى أن توزيع الدهون كان أكثر صحية مع زيادة تناول المغذيات النباتية، مع تقليل الدهون في مناطق البطن لدى المشاركين، وتؤكد هذه الدراسة أن النظام الغذائي النباتي الغني بالبروتينات مفيد للرجال من حيث تحسين حساسية الأنسولين، بينما تؤكد أهمية اعتماد نمط غذائي صحي متوازن عمومًا للحفاظ على الصحة الأيضية.

وفي الختام، أوصى الباحثون بضرورة مواصلة البحث لفهم الفروق بين الجنسين في الأنظمة الغذائية التي تحسن الصحة الأيضية مع تقدم العمر، مع الانتباه إلى أن الدراسة ركزت على عينة من كبار السن أصحاء نسبيًا.