الخبر-إبراهيم الشيبان

افتتح رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الأستاذ الدكتور فهد الحربي (أمس) فعاليات وجلسات ومعرض «مجتمع شامل 2025» بمشاركة واسعة من جهات داخلية وخارجية من مختلف القطاعات الحكومية والأهلية وغير الربحية، بحضور نائب الرئيس للتطوير والشراكة المجتمعية الأستاذ الدكتور عاصم الأنصاري، ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالله المهيدب ، ونائب الرئيس للبحث العلمي والابتكار الدكتورة جيهان الحميد.

و شاركت في الفعالية 40 جهة ونُظمت 6 جلسات نقاشية ضمن جهود مشتركة تهدف إلى توحيد المبادرات التي تعزّز الشمولية وتكافؤ الفرص لجميع أفراد المجتمع. وتأتي فعالية «مجتمع شامل» إيمانًا من الجامعة بدورها الريادي في تمكين ودمج الطلبة ذوي الإعاقة، وتعزيز مشاركتهم الأكاديمية والمجتمعية من خلال بيئة داعمة تبرز قدراتهم وتسهم في تحسين جودة حياتهم.

وفي كلمته أوضح الأستاذ الدكتور عاصم الأنصاري، أن اهتمام الجامعة بهذه الفئة العزيزة ينطلق من رؤية وطنية راسخة دعمتها قيادتنا الرشيدة عبر إقرار نظام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليكون أساسًا في تمكينهم وتعزيز مشاركتهم. وامتدادًا لهذه الرؤية، عملت الجامعة على مواءمة جهودها الأكاديمية والبحثية والمجتمعية مع التوجه الوطني نحو مجتمع شامل، وهو ما ترجمته الجامعة بإنشاء وحدة رعاية الطلاب ذوي الإعاقة التابعة لوكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية لبناء بيئة تعليمية مهيأة وشاملة. كما انعكس ذلك من خلال إصدار العديد من الأدلة واللوائح التنظيمية التي تضمن جودة حياة الطلبة ذوي الإعاقة داخل الحرم الجامعي وتحفظ حقوقهم وتدعم اندماجهم الكامل ليكونوا أفرادًا فاعلين قادرين على تمثيل أنفسهم وجامعتهم ومجتمعهم في مختلف المحافل. ونظمت الجامعة أكثر من 100 نشاط داخل وخارج الحرم ركّز على بناء المهارات وتقديم الدعم وتعزيز الوعي، حيث بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 5 آلاف شخص خلال الفترة الماضية، مثمّنًا رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية ودعم رئيس الجامعة المستمر، ومقدّرًا جهود وحدة رعاية الطلاب ذوي الإعاقة في التنسيق مع كافة الجهات. وأكد أن فعالية «مجتمع شامل» تمثل منصة وطنية تُبرز المبادرات الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة وتعزز الشراكات لتمكينهم وبناء مجتمع يتسم بالشمول والتكافؤ، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

من جانبه، ذكر مشرف الفعالية الدكتور محمد العدساني ، أن حفل الافتتاح شهد فقرة استعراضية قدّمها أطفال متلازمة داون من مركز هبة، في عرض يجسّد رسالة الفعالية وأهدافها. وتضمنت الفعالية معرضًا تفاعليًا وأركانًا استشارية وتثقيفية وترفيهية، إضافةً إلى ورش عمل ومحاضرات تثقيفية مقدمة لمنسوبي الجامعة وطلبتها وأفراد المجتمع الزائرين، حول قضايا الصحة والدمج الاجتماعي والتأهيل المهني، منها جلسة حوارية عن قصص نجاح ملهمة، وبرامج تمكين في سوق العمل، وورش في لغة الإشارة والغوص لذوي الإعاقة. كما تشهد الفعالية أنشطة رياضية تفاعلية ومنافسات في الملعب الرئيسي والصالة الرياضية داخل الحرم الجامعي الشرقي، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الرياضة لذوي الإعاقة ونشر ثقافة المساواة والمشاركة المجتمعية.

وشهد بهو العمادات المساندة معرضًا تفاعليًا متعدد الأركان، شاركت فيه كليات الجامعة المختلفة إلى جانب جهات خارجية معنية بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وتنوّعت الأركان بين أركان تثقيفية واستشارية في مجالات الصحة والعلاج الطبيعي وصحة الفم والأسنان، وأركان تفاعلية وتجريبية مثل ركن لغة الإشارة، وركن برايل، وركن الغوص لذوي الإعاقة، وأركان فنية وترفيهية موجهة للأطفال والأُسر. كما قدّم عدد من المراكز والجمعيات المتخصصة — منها إيفاء، شمعة التوحد، جمعية همة كفيف، وجمعية بنان — برامج تعريفية وتجارب حية للزوار أبرزت قصص نجاح وقدرات أبناء هذه الفئة.

وضمن البرنامج العلمي نظمت الفعالية عددًا من الجلسات وورش العمل، من أبرزها: جلسة حوارية ملهمة لعرض قصة نجاح طالب موهوب من ذوي الإعاقة بمشاركة والدته؛ ورشة «الوعي الاجتماعي أساس الدمج الناجح» الموجهة لمنسوبي التعليم؛ محاضرة «الغوص لذوي الإعاقة: التحديات والحلول» بالتعاون مع مركز مرجان وصدف؛ محاضرة عن الصحة النفسية لأمهات ذوي الإعاقة؛ وجلسة «تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل الرقمي» بالشراكة مع مؤسسة سعي، إلى جانب استعراض تجارب وفرص التوظيف.

واشتملت الفعالية على باقة من الأنشطة الرياضية المقامة في الملعب والصالة الرياضية بالجامعة، نفّذتها كليات الصحة العامة والعلوم والدراسات الإنسانية وعمادة شؤون الطلبة، بمشاركة نادي الاتفاق. وركّزت الأنشطة على الألعاب الحركية والمسابقات التفاعلية التي تعزّز الوعي بالرياضة الموجهة لذوي الإعاقة.