فصل الشتاء.. مع انخفاض درجات الحرارة، وزيادة الشعور بالبرد الشديد ونحن في فصل الخريف حتى الآن، ازدادت التساؤلات حول: هل يكون فصل الشتاء هذا العام هو الأكثر برودة على الإطلاق؟

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية: إن التنبؤ بأن فصل الشتاء في هذا العام هو الأكثر برودة حديث غير علمي، وليس صحيحا، لأن الحكم على فصل الشتاء يكون بعد قدومه، الذي يمكننا من تسجيل قيم درجات الحرارة.

وأكدت منار غانم، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن فصل الشتاء القادم سيكون مغايرا لفصل شتاء السنة الماضية الذي كان شتاء دافئ بشكل كبير بسبب تأثير ظاهر النينيو التي كانت مرتبطة بارتفاع في درجات الحرارة العالمية أو متوسط درجات الحرارة العالمية، لافتة إلى أننا سنرجع للشتاء المعتاد في الأعوام الماضية.

وأوضحت «غانم»، أن هذا العام تؤثر علينا ظاهرة اللانينا، وهي مرتبطة بالاعتدال في قيم درجات الحرارة العالمية، وتأثيرها لا يكون واضحا بشكل كبير أو ملموس على المناخ المصري، مؤكدة أن الشتاء القادم ليس مثل شتاء العام الماضي الذي كان دافئ بشكل كبير، إنما سيكون مثل السنوات التي كانت قبل ذلك، حيث سيحدث فيه انخفاض في الحرارة.

وأوضحت: ملامح فصل الشتاء القادم، وهو الشتاء المعتاد، الذي نحتاج فيه لارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، ومواجهة موجات الانخفاض في قيم درجات الحرارة، وتساقط الأمطار، منوهة بأن بعض الأماكن تسجل فيها قيم درجات حرارة ممكن توصل لحد السقيع.

ونفت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الشتاء القادم سيكون الأكثر برودة، مشيرة إلى أننا نحكم عليه عند قدومه، والبدء في تسجيل قيم درجات الحرارة، حيث يفصلنا على البداية الرسمية لفصل الشتاء حوالي 3 أسابيع أو أكثر.

وتابعت: إننا قبل فصل الشتاء سنبدأ في الحديث عن التوقعات الموسمية لفصل الشتاء 2024 /2025، والتي تكون دقتها غير رسمية، مؤكدة أن أي تنبؤات الآن لفصل الشتاء ستكون غير علمية وغير صحيحة وغير دقيقة، معقبة: «نقرب على فصل الشتاء ونبدأ نقول بعض التنبؤات للفصل».

وتعليقا على انخفاض درجات الحرارة، قالت الدكتورة منار غانم: إنه من الطبيعي في الوقت الحالي من السنة تحديدا أن نشهد انخفاض في الحرارة، لافتة إلى أننا في النصف الثاني من فصل الخريف التي عادة ما تكون سماته أقرب بسمات فصل الشتاء، وأن نشهد في نهاية شهر نوفمبر وشهر ديسمبر انخفاض في قيم درجات الحرارة.

وواصلت منار غانم، حديثها لـ «الأسبوع»، بأن العام الماضي كان دافئا بشكل كبير طبقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وطبقا للتسجيلات التي سُجلت في الفصول كلها، موجهة بعدم ربط الفصول ببعضها، حيث كل فصل منفصل عن الآخر وله خصائصه، والتغير المناخي يؤثر فيه، وليس معنى أن الصيف أتى أكثر حرارة أن الشتاء يأتي أكثر برودة.

وذكرت «غانم»، أن موسم السيول في مصر مرتبط بالخريف وليس بالشتاء، ولكن الأماكن التي عادة ما تشهد سيول التي يطلق عليها مصطلح «ضفق المياه» من المناطق المرتفعة للمناطق المنخفضة، هي محافظات الصعيد وسلاسل جبال البحر الأحمر ومناطق من سيناء، موضحة أن هذه هي أغلب المناطق التي يحدث فيها حالات عدم استقرار في الأحوال الجوية، وكميات أمطار تكون فوق المتوسطة، ممكن يحدث تشكل للسيول.

وبينت أن فصل الشتاء معروف بتساقط الأمطار في الأماكن (المحافظات) الموجودة في شمال البلاد، سواء كانت السواحل الشمالية أو الوجه البحري حيث تتأثر المحافظات الساحلية بالأمطار، يليها المحافظات الداخلية، وقد تصل لبعض المناطق من محافظات الصعيد، مؤكدة أن الشتاء هو فصل سقوط الأمطار في جمهورية مصر العربية.

ووجهت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، عدة نصائح للمواطنين لأخذ الحيطة والحذر عند وقوع السيول، قائلة إنه قبل أي حالة جوية لابد من متابعة التعليمات والنصائح والنشرات الجوية التي تقدمها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، والابتعاد عن مسارات مخرات السيول والبناء عليها، والقيادة بهدوء تام.