أطلقت المملكة توسعة جديدة لمشروع 'الطرق المطاطية المرنة المبردة' في مشعر عرفات، مضاعفة أطوالها بنسبة 82% مقارنة بالعام الماضي، مع تدشين مسارات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، في خطوة تهدف إلى تحسين راحة الحجاج وجودة البيئة المحيطة.

دشّن المشروع وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق المهندس صالح الجاسر، ضمن مبادرات تهدف لتحسين البنية التحتية في موسم الحج، شملت أيضًا تشجير الطرق المطاطية وتوفير مرافق مساندة مثل مرشات التبريد ومشارب المياه.

وبحسب الهيئة، فقد تم رصف أكثر من 84 ألف متر مربع من الطرق باستخدام مواد محلية تقلل امتصاص أشعة الشمس، ما يسهم في خفض درجة حرارة سطح الطريق بنحو 12 درجة مئوية، وزيادة عكس الأشعة بنسبة تصل إلى 40% في ساعات الصباح. وتؤدي هذه التقنية إلى تقليل ظاهرة 'الجزر الحرارية'، وتعزيز راحة الحجاج، إلى جانب تقليل استهلاك الطاقة وتلوث الهواء.

كما شملت التوسعة رفع مساحة الطرق المطاطية المرنة بنسبة 33%، لتصل إلى 16 ألف متر مربع، خاصة في الممر الرابط بين مسجد نمرة ومحطة قطار المشاعر. ويتميز هذا النوع من الأسفلت بمرونته العالية، ما يقلل من صلابة الأسطح الإسفلتية التقليدية ويوفر تجربة سير أكثر راحة، خصوصًا لكبار السن. وقد أثبتت التجارب الميدانية فاعلية هذه المادة في تعزيز الأمان والراحة للحجاج.

وفي السياق ذاته، تم تنفيذ مبادرة تشجير بطول 1200 متر على امتداد الطريق ذاته، تضمنت زراعة أشجار وتطبيق تقنية الرذاذ لتلطيف الهواء، بالتعاون مع مؤسسة عبدالرحمن فقيه الأهلية، في إطار تحسين جودة الهواء والظروف المناخية في موسم الحج.

من جانب آخر، دشّنت الهيئة مسارًا مخصصًا لخدمة ذوي الإعاقة بطول 4 كيلومترات على طريق المشاة المؤدي إلى جبل الرحمة، صُمم باستخدام مواد مبردة تقلل الاهتزازات، بما يتيح تنقلًا أكثر سلاسة للمرافقين والأشخاص ذوي الإعاقة.

وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية الهيئة العامة للطرق للارتقاء بقطاع الطرق في المملكة، سعيًا لتحقيق المركز السادس عالميًا في جودة الطرق، وخفض الوفيات إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030. وتُعد شبكة الطرق السعودية الأولى عالميًا من حيث الربط بين المدن، بأطوال تتجاوز 73 ألف كيلومتر.