تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية احتجاز مسؤول محلي في منظمة أطباء بلا حدود في صنعاء، في خطوة تثير قلقاً متزايداً على سلامة العاملين الإنسانيين واستمرارية البرامج الصحية الحيوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وأكد الصحفي اليمني فارس الحميري أن ميليشيا الحوثي ما تزال تحتجز 'اليمني محمد القاسمي، نائب المنسق اللوجستي في منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، منذ الخامس من نوفمبر الجاري'، مشيراً إلى أن عمليات المنظمة في صنعاء توقفت بشكل شبه كامل بعد اقتحام مقرها في الحي السياسي بصنعاء.

وأوضح الحميري، في منشور له على منصة 'إكس'، أن الاقتحام وقع في مطلع نوفمبر الجاري، حين داهم مسلحون حوثيون مقر المنظمة واستولوا على بعض المعدات والوثائق، قبل أن يتم اعتقال القاسمي بشكل مباشر، في تصعيد يمثل استهدافاً مباشراً لهيئات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.

ويشير محللون حقوقيون إلى أن استمرار احتجاز مسؤول المنظمة يعكس سياسة الحوثيين الممنهجة لابتزاز المنظمات الإنسانية وفرض السيطرة على أعمالها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يضع العاملين الإنسانيين في خطر ويؤثر سلباً على توفير الخدمات الصحية للمدنيين، خصوصاً في ظل الاحتياجات المتزايدة الناتجة عن النزاعات المستمرة والوضع الصحي المتدهور في البلاد.

ودعت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة جماعة الحوثي إلى الإفراج الفوري عن القاسمي، مؤكدين أن اختطاف موظفين إنسانيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية الخاصة بحماية العاملين في المجال الإنساني.

وحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه الإجراءات يضع المنظمات الدولية في مأزق، ويعوق تقديم الخدمات الأساسية للمدنيين، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.