في تطور لافت يسلّط الضوء على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة طالبت أوكرانيا بالتنازل عن بعض الأراضي كجزء من مقترح سياسي لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، ويشير هذا التقرير إلى مرحلة جديدة قد تشهد تحولات حساسة في موازين الصراع بين موسكو وكييف.

رويترز: أمريكا تطالب أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ مقابل إنهاء الحرب

وبحسب مصادر مطلعة تحدّثت لرويترز، فإن واشنطن عرضت على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إطارًا تفاوضيًا يشمل تقديم تنازلات إقليمية محددة، إلى جانب خطوات أخرى لإعادة هيكلة الانتشار العسكري الأوكراني.

تقليص الجيش والتفاوض المباشر مع موسكو

وفق المعلومات التي نشرتها رويترز، فإن المبادرة الأمريكية تضمنت محورين رئيسيين:

1. تقليص حجم الجيش الأوكراني

دعت واشنطن كييف إلى إعادة هيكلة قواتها المسلحة وتقليص حجمها، في إطار اتفاق طويل المدى يهدف — وفق التصور الأمريكي — إلى خفض مستوى الإنفاق العسكري وتوجيه الموارد نحو إعادة الإعمار.

2. التنازل عن بعض الأراضي

يشمل المقترح القبول بالتنازل عن أجزاء من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، على أن يكون ذلك جزءًا من اتفاق سلام نهائي يوقف العمليات العسكرية ويضمن وقف إطلاق نار دائم.

رد كييف.. صمت رسمي وترقب داخل الدوائر السياسية

حتى الآن، لم تصدر الحكومة الأوكرانية تعليقًا رسميًا حول ما نقلته رويترز، بينما تؤكد مصادر مقربة من الرئاسة أن كييف تدرس الخيارات المطروحة بحذر شديد نظرًا لحساسيتها.

وتشير تقارير تحليلية إلى أن زيلينسكي يواجه ضغوطًا مزدوجة:

ضغوط أمريكية وأوروبية لدفع المسار التفاوضي.

غضب داخلي من أي احتمال للتنازل عن الأراضي باعتباره مساسًا بالسيادة الوطنية.

ويقول محللون إن قبول مثل هذا الطرح قد يعيد رسم خريطة الحرب بالكامل، لكن رفضه قد يؤدي إلى استمرار الصراع لفترة أطول.

سياق دولي متوتر.. لماذا الآن؟

يأتي المقترح الأمريكي وسط حالة من الإرهاق الدولي من الحرب الطويلة، وتراجع الدعم العسكري الغربي بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة وأوروبا.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تسعى إلى حل سريع قبل دخول عام جديد قد يشهد تغيّرات سياسية في البيت الأبيض قد تؤثر على مستوى الدعم العسكري لكييف.

خلاصة

يكشف تقرير رويترز عن تحول كبير في نهج الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا. فبعد سنوات من الدعم العسكري والسياسي، يبدو أن واشنطن باتت تميل إلى الحل التفاوضي حتى لو تطلّب ذلك تنازلات مؤلمة من الجانب الأوكراني، ويبقى السؤال الآن: هل ستقبل كييف بالمقترح أم تتمسك بالقتال حتى استعادة كامل أراضيها؟