وجه المغني الصاعد محمد شاكر رسالة مؤثرة ووجدانية إلى والده، المطرب اللبناني الشهير فضل شاكر، الذي سلم نفسه قبل أسابيع للجيش اللبناني، وينتظر محاكمته في قضية 'أحداث عبرا'.

ونشر محمد، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأغنيته الجديدة بعنوان 'يا طير الطاير'، مهديا هذا العمل الفني إلى والده السجين. وأكد من خلاله مدى شوقه وحبه له، معبرا عن شعوره بالغياب والحنين، حيث جاء في كلمات الأغنية: 'لو فيك تجيبه لعندي.. ما وقف دمعي على خدي'.

يذكر أن محمد شاكر كان قد حقق نجاحا واسعا في دويتو سابق بعنوان 'كيفك ع فراقي' مع والده، وهو ما يعكس استمرار الرابط الفني والعاطفي بين الأب والابن رغم الظروف الصعبة.

جلسة استجواب تمهيدية تمهيدا للمحاكمة

ويأتي هذا العمل الفني بعد يومين فقط من خضوع فضل شاكر لجلسة استجواب تمهيدية أمام رئيس محكمة الجنايات في بيروت، القاضي بلال الضناوي. وقد اقتصرت الجلسة على الإجراءات الشكلية، تمهيدا لانطلاق المحاكمة الفعلية التي حددت بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 2025.

وكان شاكر، المولود عام 1969، قد سلم نفسه للجيش اللبناني في 5 أكتوبر/تشرين الأول الحالي عند مدخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، منهيا بذلك سنوات من التواري عن الأنظار، وسط متابعة إعلامية واسعة.

خلفية قضية 'أحداث عبرا'

وتعود القضية إلى ما يعرف باسم 'أحداث عبرا' التي وقعت بالقرب من صيدا في يونيو 2013، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار الشيخ المتشدد أحمد الأسير، الذي كان شاكر مقربا منه، وبين الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا.

وفي أعقاب هذه الأحداث، أصدر القضاء العسكري حكمين غيابيين بحق شاكر عام 2020:

الحكم الأول: السجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة 'التدخل في أعمال الإرهاب' و'تقديم خدمات لوجستية'.

الحكم الثاني: السجن 7 سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية، بتهمة 'تمويل جماعة الأسير' وتأمين ثمن أسلحة.

وقد أصر شاكر وموكليه مرارا على أنه لم يشارك في إطلاق النار على الجيش اللبناني خلال الاشتباكات، مؤكدين أنه لم يكن له دور فعلي في الأحداث العنيفة التي شهدتها عبرا.

تأثير الأغنية على الجمهور والوسط الفني

حظيت أغنية 'يا طير الطاير' باهتمام واسع بين الجمهور العربي ومتابعي محمد شاكر، لما حملته من رسائل وجدانية وإنسانية تجاه والده، وسط تضامن كبير من محبيه.

ورأى خبراء في الإعلام الفني أن الأغنية تشكل جسرا عاطفيا بين الفنان الشاب ووالده، وتعكس قدرة الفن على نقل مشاعر الشوق والحنين في أوقات الأزمات، بالإضافة إلى أنها تساهم في إبراز العلاقة الأسرية رغم الضغوط القانونية والسياسية المحيطة بالقضية.

محاكمة مرتقبة وانقسام الرأي العام

مع اقتراب موعد المحاكمة في ديسمبر، يبقى الشارع اللبناني والجمهور العربي متابعا لأحداث القضية، وسط انقسام الرأي العام بين من يرى أن فضل شاكر بريء من التهم الموجهة إليه، وبين من يعتبر أن له دورا في الأحداث، وفقا للأحكام العسكرية السابقة.

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار نشاط نجله محمد فنيا، محاولا الجمع بين النجاح الفني والتواصل العاطفي مع والده، وهو ما يضع الأغنية الجديدة ضمن سياق اجتماعي وإنساني يتجاوز الموسيقى وحدها.