عمّان – السوسنة - شهدت عدة مدن أردنية، ليل الجمعة/السبت، اهتزازات عنيفة في أبواب ونوافذ المنازل، نتيجة الانفجارات الضخمة التي نجمت عن سقوط صواريخ إيرانية على مدن إسرائيلية، خصوصاً تل أبيب، في إطار الموجة الثالثة من الهجمات الإيرانية التي استخدمت فيها طهران صواريخ فرط صوتية دقيقة، أصابت أهدافها بشكل مباشر، وفق ما أفادت به وسائل إعلام دولية وإسرائيلية.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن أحد هذه الصواريخ أصاب مبنى في مدينة تل أبيب بشكل مباشر، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل.

الهزات التي شعر بها الأردنيون بوضوح، تسببت بحالة من الهلع، لا سيما بين النساء والأطفال، وسط سماع دوي الانفجارات في العاصمة عمّان وعدد من المحافظات، في وقت أكدت فيه السلطات الأردنية متابعتها الحثيثة لتطورات التصعيد، مع إصدار إرشادات دورية للمواطنين تطالبهم بالبقاء داخل منازلهم خلال أوقات إطلاق الصواريخ، وتجنب الخروج خشية من تساقط أجسام أو شظايا قد تشكل خطراً مباشراً، خاصة بعد تسجيل حالات سقوط لأجسام غريبة في بعض المناطق الأردنية، دون وقوع إصابات حتى الآن.

وفي إجراء احترازي، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني عن إغلاق مؤقت للأجواء الأردنية، وتعليق حركة الملاحة الجوية أمام جميع الرحلات القادمة والمغادرة والعابرة حتى إشعار آخر، تحسباً لأي مخاطر قد تنجم عن تطورات الوضع الإقليمي المتصاعد.

من جهته، صرّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بأن طائرات سلاح الجو الملكي، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي، اعترضت صباح السبت عدداً من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي اخترقت المجال الجوي الأردني، مؤكداً أن العملية تمت بدقة عالية، استجابة لتقديرات تشير إلى خطر سقوطها في مناطق مأهولة بالسكان.

وأوضح المصدر أن القوات الجوية تنفذ طلعات جوية ودوريات مكثفة على امتداد الحدود، بهدف مراقبة الأجواء ورصد أي خروقات محتملة، مشدداً على أن سلاح الجو يعمل وفق أعلى درجات الجاهزية لحماية سماء المملكة.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أن 'المملكة لم ولن تسمح باختراق أجوائها، ولن تكون ساحة لأي صراع'، مشدداً على أن 'أمن الوطن خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه تحت أي ظرف'.

وكانت صفارات الإنذار قد دوت في عمّان وعدد من المدن الأردنية، بهدف تنبيه السكان في حال دخول صواريخ أو طائرات مسيّرة إلى الأجواء، حيث أكدت مديرية الأمن العام أن نظام الإنذار يعمل بنغمتين: الأولى تعلن عن الخطر، والثانية تشير إلى انتهائه، داعية المواطنين إلى الالتزام الكامل بالتعليمات وعدم التجمهر أو الاقتراب من أي أجسام غريبة، إلى حين وصول الفرق المختصة للتعامل معها.

ولا تزال السلطات الأردنية تتابع الموقف عن كثب، وسط حالة من الترقب الشعبي والتأهب الأمني، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق تشهده المنطقة.

إقرأ أيضاً: