تتواصل أزمة الطلبة المغاربة خريجي جامعات قبرص الشمالية، بعد توقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن معالجة طلبات معادلة الشهادات منذ سنة 2023، ما وضع أزيد من 3500 طالب وخريج في وضعية “معلقة” أثرت بشكل مباشر على مسارهم الأكاديمي والمهني.

وبحسب طلبة متضررين، فإن التحاقهم بهذه الجامعات كان بناء على مراسلات رسمية سابقة صادرة عن وزارة التعليم العالي، كانت تؤكد أنه لا مانع من متابعة الدراسة بقبرص الشمالية ما دامت الجامعات معترفا بها في بلدها الأم وتعتمد النظام الأكاديمي التركي. غير أن ملفات المعادلة توقفت بشكل مفاجئ خلال السنتين الأخيرتين، دون بلاغ رسمي يوضح أسباب هذا القرار.

الأزمة دفعت إلى تحرك برلماني واسع؛ إذ وجه خالد السطي، المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي، أشار فيه إلى “حالة القلق والضياع” التي يعيشها الطلبة بسبب وقف الاعتراف بشهاداتهم، رغم التحاقهم بهذه المؤسسات بناء على مراسلات موثقة من مصالح الوزارة.

وطالب السطي بكشف الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لحماية مصالح الطلبة وإنهاء حالة الغموض التي تهدد مستقبلهم.

كما طرح عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالا مماثلا، أكد فيه أن الطلبة المغاربة بقبرص “يواجهون غموضا متزايداً” بشأن معادلة شهاداتهم، رغم أن المساطر المعمول بها سابقاً كانت تتيح تسوية وضعيتهم بشكل عادي بعد العودة إلى المغرب.

وساءل بووانو الوزير حول موقف الوزارة من الشهادات القبرصية، وحول التدابير المقررة لفتح قناة تواصل فعالة مع الطلبة، وتمكينهم من “لوائح محينة” للمؤسسات الأجنبية المعترف بها، وتوضيح الإطار القانوني والزمني للتغييرات التي طرأت على مسطرة الاعتراف.

وفي السياق نفسه، نبهت مصادر تعليمية إلى أن عددا من الملفات لم تتم معالجتها منذ أشهر طويلة، رغم أن الجامعات المعنية كانت معترفا بها لسنوات، وصدرت بشأنها قرارات نشرت في الجريدة الرسمية.

وأشارت المصادر إلى أن الطلبة يطالبون بإيجاد حل “عاجل ومنصف”، يضمن حقوقهم وينهي حالة عدم اليقين التي يعيشونها.

ومن المرتقب أن ينظم المتضررون وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي بالرباط يوم 10 دجنبر المقبل، للمطالبة بتسوية هذا الملف الذي يصفونه بكونه “أزمة إنسانية وتعليمية غير مسبوقة”.

ويترقب آلاف الطلبة وأسرهم صدور موقف رسمي واضح من الوزارة، يحدد الوضع القانوني لشهادات جامعات قبرص الشمالية، ويضع حدا لأكثر من عامين من الغموض الذي يحيط بهذا الملف.