متابعات – نبض السودان

في مشهد إنساني مؤثر وجهد بطولي نادر، تمكنت وحدة الإنقاذ البري التابعة لقوات الدفاع المدني بولاية الخرطوم من تنفيذ عملية دقيقة ومعقدة أسفرت عن إنقاذ طفل حديث الولادة، وُجد داخل مرحاض بمنطقة الإسكان الثورة 75، وسط ظروف صعبة وصادمة.

نفق جانبي لإنقاذ الطفل دون إصابات

بحسب البيان الصادر عن قوات الدفاع المدني، فقد تميّزت العملية بالدقة والاحترافية، حيث تم حفر نفق جانبي للوصول إلى الطفل دون التسبب في أي أذى له، في ظل عمق المرحاض وضيق المساحة، وهو ما شكل تحديًا حقيقيًا للفريق المنفذ.

نجح أحد أفراد وحدة الإنقاذ في التسلل عبر الفتحة الضيقة والوصول إلى موقع وجود الطفل، ليتم انتشاله حيًا، وسط فرحة عارمة من الموجودين الذين تابعوا المشهد بقلوب مرتجفة.

إشراف مباشر من ضابط متخصص

العملية جرت تحت إشراف مباشر من المقدم شرطة ربيع محمد موسى، مدير فرع الإنقاذ البري بشرطة الدفاع المدني، الذي قاد الفريق ميدانيًا وتابع كل التفاصيل لحظة بلحظة لضمان نجاح التدخل السريع والآمن.

وبعد إتمام عملية الانتشال، قدم الفريق الإسعافات الأولية العاجلة للرضيع، قبل نقله بسرعة إلى أقرب مستشفى لتلقي الرعاية الطبية الكاملة، وسط تأكيدات بأنه في حالة صحية مستقرة حتى لحظة إعداد التقرير.

إجراءات قانونية ومتابعة أمنية دقيقة

أكد المكتب الصحفي للشرطة أن الإجراءات القانونية قد بدأت بالفعل، حيث تم فتح بلاغ رسمي بالحادثة برقم 4348 بقسم شرطة الإسكان، وتم تسليم الطفل للجهات الطبية المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات الواقعة وظروف التخلي عن الطفل بهذه الطريقة البشعة.

وتعمل شرطة الإسكان حاليًا على جمع الأدلة واستجواب الشهود، وسط تنسيق محكم مع الجهات الصحية والاجتماعية، لضمان حماية الطفل وكشف تفاصيل الحادثة التي أثارت تعاطفًا وغضبًا واسعًا.

الدفاع المدني.. جاهزية ميدانية وإنسانية

أكد البيان أن هذه الحادثة تعكس الدور المحوري الذي تلعبه قوات الدفاع المدني، ليس فقط في مجال الطوارئ والحرائق، وإنما في الاستجابة للنداءات الإنسانية الحرجة، وإنقاذ الأرواح بكل احترافية وتفانٍ.

كما عبّر عدد من المواطنين عن امتنانهم البالغ لفريق الإنقاذ، مثمنين الروح العالية والإصرار الذي أبداه الأفراد في إنقاذ حياة الطفل، رغم المخاطر المحيطة بالعملية.

وتُعد هذه الحادثة نموذجًا ملموسًا لما يمكن أن تحققه الأجهزة المختصة من تدخل فعال وسريع في الوقت المناسب، متى ما توفرت الإرادة والتدريب والجاهزية الفنية.