هلا أخبار – أثار الإفراج عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزًا لدى حركة 'حماس'، ردود فعل سياسية وشعبية متباينة في إسرائيل، تراوحت بين الترحيب الحذر والانتقادات الحادة لحكومة بنيامين نتنياهو، وسط إشادة دولية بالدور الذي لعبته كل من قطر ومصر في إنجاز هذا التقدم الإنساني.

فقد نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل خلال ساعات، في إطار تنسيق الجهود لإنجاح العملية. وأفادت القناة بأن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بوقف إطلاق النار في غزة اعتبارًا من الساعة 12 ظهرًا لتأمين إخراج ألكسندر من القطاع، وسط توقعات بإتمام العملية قبل الموعد النهائي المحدد عند الثامنة مساء.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الاستعدادات الإسرائيلية لاستقبال عيدان اكتملت، مشيرة إلى تواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسلمه. كما صرح مسؤول إسرائيلي للقناة 12 بأن 'إسرائيل مستعدة لإنشاء ممر آمن لإخراج عيدان من غزة بسلام'.

لكن هذا التطور لم يمر دون انتقادات داخلية. إذ اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أن ما جرى بين واشنطن وحماس يمثل 'فشلًا ذريعًا' لحكومة نتنياهو، قائلاً إن الإفراج عن رهينة مزدوج الجنسية تم دون دور مباشر وفعّال من القيادة الإسرائيلية، ما يعكس تراجعًا كبيرًا في قدرتها على إدارة الملف الأمني والإنساني.

وفي بيان شديد اللهجة، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنهم 'يمرون بأوقات حرجة تُختبر فيها التزامات الحكومة تجاه مواطنيها'، مؤكدة أن الإفراج عن عيدان يظهر ما يمكن أن يحققه 'قائد حازم ملتزم تجاه مواطنيه'.

ووجّهت الهيئة خطابًا مباشرًا إلى نتنياهو جاء فيه:

ودعت الهيئة الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لتحقيق اختراق في المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل ينهي معاناة العائلات.

من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإفراج بأنه 'خطوة حسن نية تجاه الولايات المتحدة'، مؤكدًا أن الهدف المشترك يتمثل في إنهاء النزاع وإعادة جميع الرهائن والرفات إلى ذويهم. وقال ترامب عبر منصته 'تروث سوشال':

وكانت حركة حماس قد أعلنت نيتها إطلاق سراح عيدان ألكسندر ضمن خطوات تهدف لتهيئة الأجواء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

اقرأ ايضا: الرياض تحتضن قمة خليجية – أميركية بحضور الرئيس ترامب الأربعاء

لكن رغم هذا التطور، تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في اليوم الـ56 من الحرب على غزة، حيث قصفت فجر اليوم مدرسة بنات في جباليا، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا، فيما أفادت مصادر طبية بوقوع 17 شهيدًا منذ منتصف الليل، في استمرار لحرب توصف بأنها 'إبادة جماعية' في الخطاب الفلسطيني والدولي.

ويكشف هذا المشهد عن انقسام حاد داخل إسرائيل بين مؤسسات الدولة وأسر الأسرى، وعن حالة من الضغط المتصاعد على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة شاملة تعيد الرهائن وتستعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي في الداخل الإسرائيلي.