أكد الدكتور سعد موسى، رئيس العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، علي أن التعاون بين مصر ونيجيريا في المجالات السياسية والاقتصادية منذ زمن بعيد ، مشيرًا إلي أن السنوات الأخيرة، تشهد اهتماما بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة في القطاع الزراعي، الذي يعد أحد المحاور الأساسية للتنمية الاقتصادية في كلا الدولتين.

وأضاف موسي في تصريحات خاصة لـ' الدستور' أن زيارة وزير الزراعة النيجيري لمصر تعد خطوة مهمة لتعميق التعاون المشترك، بما يتماشى مع رؤية القيادة السياسية المصرية لتعزيز علاقات مصر مع دول القارة الأفريقية.

وأكد أن نيجيريا التي تعتبر أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، تمثل سوقًا كبيرًا وواعدًا للتعاون مع مصر، خاصة في قطاع الزراعة، مشيرًا إلي أنها تمتلك موارد طبيعية وزراعية هائلة، وتقدر المساحات الصالحة للزراعة فيها بأكثر من 20 مليون هكتار، وتطل على المحيط الأطلسي بشريط ساحلي يزيد طوله عن 880 كيلو متر مربع، طوله، وتمتلك مساحى 260 الف كيلو متر مربع مما يجعلها دولة غنية بثرواتها الزراعية والبحرية.

وأضاف أن زيارة وزير الزراعة النيجري لمصرتمثل محطة رئيسية في تعزيز الشراكة الزراعية بين البلدين، وجاءت علي هامش الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين المصريين، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون مع شركات القطاع الخاص، مثل 'طنطا موتورز'، المتخصصة في تصنيع المعدات الزراعية، و'شوري' المتخصصة في قطاع المبيدات الزراعية، وشملت الزيارة تفقد عدد من المشروعات الزراعية الكبرى في مصر التي تمثل فرصة استثمارية واعدة للشركات النيجيرية.

وقال إن الوزير النيجيري أشاد بدور مصر كدولة رائدة في المجال الزراعي، حققت نجاحات ملحوظة في السنوات الأخيرة في تطوير الزراعة من خلال مشروعات قومية ضخمة، حيث انه قام بزيارة عدد من المحافظات ومنها محافظة كفر الشيخ حيث زار مشروع إنتاج تقاوي الخضر، الذي يهدف إلى تحسين جودة الإنتاج الزراعي، ومشروع التلقيح الصناعي لتحسين سلالات الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة الري وتطبيق التكنولوجيا الزراعية الحديثة هذه الخبرات يمكن نقلها إلى نيجيريا لدعم جهودها في تطوير القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

وأشار إلي أن التعاون بين مصر ونيجيريا لا يقتصر فقط على الزراعة، بل يمتد إلى قطاعات أخرى مثل الصناعة والتجارة، حيث نيجيريا تُعد أكبر اقتصاد في أفريقيا، تمثل نيجيريا فرصة كبيرة للصادرات المصرية، سواء الزراعية أو الصناعية.

وفي إطار الجهود المبذولة، تعمل مصر ونيجيريا حاليا على تطوير العلاقات الاقتصادية من خلال تعزيز الاستثمارات المشتركة وتشجيع الشركات المصرية على دخول السوق النيجيري، كما تسعى مصر لفتح قنوات تصدير جديدة لمنتجاتها الزراعية والصناعية في نيجيريا، بما يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

جانب آخر، تمتلك نيجيريا واجهة بحرية تطل على المحيط الأطلسي وتضم شبكة من البحيرات والأنهار، مما يمنحها إمكانيات هائلة لتطوير قطاع الصيد البحري وتربية الأسماك، من خلال التعاون مع مصر التي تمتلك خبرات متقدمة في الاستزراع السمكي وإدارة الثروة السمكية، يمكن تحقيق تقدم كبير في هذا القطاع لصالح البلدين.