جنوب سيناء – رضا السيد :

ارتبطت سباقات الهجن بحياة البادية منذ القدم، وتعد أحد موروثات العادات البدوية بجنوب سيناء، ومع انتشارها تخصصت بعض القبائل في الانفراد بسباق معين مثل سباق 'الزلقة' الذي يجري بين أبناء قبيلتي المزينة والترابين فقط.

ومع انتشار سباقات الهجن أصبحت الجمال ذات قيمة تاريخية لارتباطها بعادات القبائل البدوية في سيناء منذ القدم، فقد كانت ولازالت تقام السباقات في الأفراح والأعياد، ويرصد لها مشايخ القبائل جوائز عينية بسيطة، لتنمية روح المنافسة والمتعة، ويعد امتلاك القبائل البدوية لجمال السباق أمر يدعو للتفاخر، لكون سباقات الهجن هواية وتراث لهم، وأصبحت الجمال ذات قيمة مالية كبيرة بعد أن كانت تستخدم قديمًا في الحروب والغزوات.

وتستعد القبائل البدوية بجنوب سيناء لانطلاق سباق الهجن السنوي الشهير باسم 'سباق الزلقة'، والذي يجري بين أكبر قبيلتين بالمحافظة، بحضور آلاف من أهالي القبائل البدوية والسائحين من مختلف جنسيات العام، لما يتسم به هذا السباق من تحدى شديد بين المشاركين من القبيلتين بمختلف الأعمار.

قال الشيخ صالح محمد، رئيس مجلس إدارة نادي الهجن بخليج العقبة، إن سباق 'الزلقة' من أشهر سباقات الهجن وله متابعين من كافة دول العالم لما يتمتع به من شهرة في الوطن العربي، ويعد من أقدم السباقات في مصر، والوحيد في العالم في سباق الهجن الذي يقام بين قبيلتين فقط، ولا يسمح باشتراك أي شخص من خارج القبيلتين.

وأوضح رئيس مجلس إدارة نادي الهجن في تصريح اليوم، أنه في بداية السباق كان مختصر على أبناء القبيلتين المقيمين في خليج العقبة فقط، ولكن الآن أصبح مفتوح لمشاركة أبناء القبيلتين من كافة مدن المحافظة والمحافظات الآخرى، ويشهد إقبال كبير من المهتمين ومحبي الحياة البدوية، للاستمتاع بالطبيعة حيث لا يوجد تلفون محمول ولا توجد كهرباء، مما يتيح لهم الاستمتاع بالطبيعة الخلابة من خلال التجول داخل وادي الزرانيق، ووادي الزجزاج، كون محبيه يقومون على هامشه برحلات السفاري داخل الوديان، وتناول المأكولات والمشروبات البدوية، مثل الفراشيح، ولحم الضأن المشوي، والشاي بالمرمرية والحبق.

وأكد أنه ليس مجرد سباق جمال فقط لكنه يعد احتفالية كبرى بين أكبر قبيلتين 'المزينة والترابين'، والهدف الأساسي منه هو اجتماع القبيلتين كل عام، ويقومون خلاله باستقبال ضيوفهم من كافة الجنسيات الذين يجتمعوا حول الولائم وفي حلقات السمر مساء يوم 9 يناير، وينطلق السباق صباح يوم 10 يناير من كل عام داخل وادي الزلقة بمدينة نويبع، ويجري منذ نحو أربعين عامًا، لذا أصبح تقليد وتراث بدوي هام.

وأشار إلى أن السباق نسب إليه اسم الوادي التي تجري فيه السباق، وهو وادي 'الزلقة' ويعني باللغة البدوية الأرض الطينية الزلقة في حال المطر، كون الوادي يشهد تساقط أمطار غزيرة خلال الموسم الشتوي، ويصب مياهه في وادي العين العليا، وجرى اختياره لكونه سهل متسع يصلح لإقامة سباقات الهجن، ويتسع لاستيعاب آلاف المواطنين، مؤكدًا السباق يهدف في المقام الأول على الحفاظ على التراث البدوي الأصيل، وتشجيع التنافس الشريف، وتعميق أواصر الود والاحترام بين أعرق قبائل سيناء.

وأضاف أن السبق يسهم بدرجة كبيرة في تنشيط السياحة بمدن خليج العقبة 'شرم الشيخ، دهب، نويبع، طابا' كون مشاهدي السباق يحرصون على القيام بجولة سياحية للتعرف على المعالم السياحية المتنوعة والفريدة التي تتميز بها محافظة جنوب سيناء.

وعن الأشواط التي يتضمنها السباق، أكد الشيخ صالح، أن هذه السباق هو الأطول كونه يتضمن شوط واحد فقط لمسافة 30 كيلو متر، باستخدام جمال 'الزامول'.