بعد اجتياح السيول لمناطق متفرقة من البلاد

فاقمت السيول والفيضانات التي ضربت مناطق متفرقة من السودان، معاناة مواطني البلد العربي.. وبينما تُمَزق الحرب الدائرة والنزاع المشتعل بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع نسيجَ البلاد ووحدتها؛ جاءت الفيضانات لتكتب حلقة جديدة من حلقات مسلسل المعاناة السودانية.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة حجمَ معاناة السكان الذين ذاقوا الأمرّين في خضم الفيضانات التي اجتاحت بيوتهم، وجرفتها في طريقها، وغمرت أراضيهم، متسببة في خسائر هائلة على المستويين البشري والمادي.

وتسببت الفيضانات التي ضربت شرق السودان في تشريد أكثر من 100 ألف مواطن، ودمار ما لا يقل عن 20 ألف منزل؛ لا سيما مع انهيار سد 'خور أربعات'.

وبلغت عدد الولايات السودانية المتأثرة بالفيضانات العارمة الأخيرة 5 ولايات هي: القضارف، وجنوب كردفان، وغربها، والشمالية، والبحر الأحمر؛ لترتفع الأقاليم المتأثرة تراكميًّا إلى 11 ولاية؛ وفقًا لبيانات وزارة الصحة السودانية.

وأشارت 'الصحة السودانية' إلى تضرر أكثر من 38 ألف أسرة، و170 ألف فرد؛ فيما لَقِيَ نحو 132 حتفهم تأثرًا بالأحداث المأساوية الأخيرة.

وتفاقمت معاناة المواطنين السودانيين في الولايات المتأثرة ما بين انقطاع للمياه الصالحة للشرب، أو انعدام الأغذية والأدوية اللازمة، وسط مخاوف من انتشار الكوليرا والبلهارسيا، وتزايد حالات الربو، بجانب تفاقم أوضاع المصابين بالأمراض المزمنة.

وناشد المتطوعون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى المسارعة في تقديم المساعدات اللازمة إلى المتضررين، مناشدين نجوم الفن والرياضة، القيام بدورهم تجاه بلادهم.

وعلى الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية إلى السودان في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد على خلفية الصراع السياسي؛ إلا أن الفيضانات أعاقت تسليمها. ففي منطقة دارفور تسببت الفيضانات في منع تسلم الأغذية، والأمر نفسه تكرر في طوكر في ولاية البحر الأحمر.المملكة تهب لنجدتهم

وكعادتها هبت السعودية لنجدة الشعب السوداني المتضرر من الفيضانات؛ إذ وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فور وقوع المأساة عدد 1100 سلة غذائية في محلية شندي في ولاية نهر النيل، استفاد منها نحو 6325 فردًا من الأسر الأكثر احتياجًا من النازحين والمتضررين من السيول والأمطار؛ وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع دعم الأمن الغذائي في جمهورية السودان للعام 2024م.

كما دشن المركز 21 شاحنة إغاثية تحمل على متنها 23 ألف سلة غذائية، و3.464 حقيبة إيوائية، ضمن الجسر البحري الإغاثي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوداني الشقيق.

يأتي ذلك ضمن المشاريع الإغاثية والإنسانية التي تقدّمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة للعديد من الدول والشعوب المحتاجة والمتضررة.