اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥
#سيربينتشا و العالم لم يتعلم بعد…
#خوله_كامل_الكردي
الأجواء العالمية تزداد توترا في مسار ازدياد نزعة الهيمنة و السيطرة على منابع الثروات و الطاقة، و لا يزال العالم يخوض صراعات نفعية بحتة، يعاني فيها البشر و يلات الحروب و النزاعات العنيفة، تهوي باقتصاديات الدول إلى مستويات متدنية من الدخل الفردي يعيش الفرد عذابات ضيق و ضنك و عوز، و مع تصاعد تلك النزاعات لتحقيق أهداف و مصالح لدول و حكومات لا هم لها سوى اقتناص الفرص و الوصول إلى مآرب بشعة، حتى لو سحق الأبرياء الذين عانوا النزوح و اللجوء و القتل و التمييز العنصري، فحرب أوكرانيا و الحرب على غزة و النزاع في السودان واضطهاد الروهينغا لأكبر دليل على ذلك.
إن المناطق التي تعرضت لحروب قاسية ذاقت فيها مرارة الاضطهاد و التطهير العرقي و الدمار، تقدم دروساً للعالم اللامبالي لأوجاعهم و صرخاتهم، ضرورة التوقف عن استخدام آلة الحرب للحصول على غايات ضيفة. ولا ينسى العالم ما حدث في البوسنة والهرسك من قتل و خراب و نزوح جماعي، و ما واجهه المدنيون هناك من مجازر و حصار و تجويع، ومحاولات لطمس هويته و محو وجوده، و المقابر الجماعية لشاهد حي على الإبادة الجماعية التي تعرض لها أهل سيربينتشا، و المجتمع الدولي عليه أن يستفيد من التجربة المريرة الصعبة التي مرت بها سيربينتشا، ولتكن هناك فرصة أو مساحة كافية للحوار البناء و الجاد و تغليب لغة العقل و المنطق لمنع أي انزلاق نحو صراع يفضي إلى ما أفضت إليه مجزرة سيربينيتشا المؤلمة، لكن يبدو أن المجتمع الدولي لم يتعلم من الحرب على البوسنة والهرسك، وتكررت المأساة في غزة و ربما أسوأ بمراحل. فالمقارنة قد تبدو متطابقة تماماً، لكن نزعم أن ما حدث في سيربينيتشا صورة مصغرة لما حدث في غزة، لم يتعظ المجتمع الدولي بما فيه الكفاية ليمنع حدوث إبادة جماعية أخرى و بشكل أكبر، الفارق في الحالة البوسنية هو أن المجتمع الدولي قد تحرك بعد مذبحة سيربينيتشا لإنقاذ المدنيين، و بشكل بطيء و متقاعس أدى إلى قتل آلاف البوسنيين، ثم فجأة استيقظ 'ضمير' المجتمع الدولي و تحرك لإنقاذ الناس، لكن في حالة غزة واجهت إبادة من نوع آخر، تحولت فيها إلى مدينة خالية من أي معلم من معالم الحياة، لم يتحرك ضمير المجتمع الدولي لانتشالها من مقتلة جماعية وحشية، ترك أهلها يواجهون مصير الموت المحتوم من جوع و قصف و نزوح و تجويع و أمراض و برد، لم يهتم المجتمع الدولي لصد عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي و ارتكابه المجازر الدموية في حق الأبرياء من النساء والأطفال و الشيوخ، و إلى الآن لازالت المظلومية لشعب فلسطين قائمة يصم العالم الذي يدعي الحرية والعدالة و التحضر أذنيه عن صرخات و استغاثة المظلومين و يعمي عينيه عن مشاهد القتل و التمييز بحقهم… فإلى متى ؟!












































