كشف البولندي فيوتشيك تشيزني، حارس مرمى برشلونة، عن شعوره وقت مغادرة صفوف آرسنال الإنجليزي.

وسجل تشيزني، فيلمًا وثائقيًا عن حياته، تحدث من خلاله عن أهم لحظات مسيرته الكروية، والتي مثل خلالها أندية آرسنال وروما ويوفنتوس، وأخيرًا برشلونة.

وقال تشيزني في تصريحات نقلتها صحيفة سبورت 'ربما كانت تلك أكثر لحظة مؤلمة في مسيرتي، أتذكر أنني بكيت عند عودتي إلى المنزل'.

وأضاف 'عندما علمت بالقرار، قررت الانتقال إلى صفوف يوفنتوس بعد نهاية إعارتي لروما، لأنهم أخبروني أن الأمر قد انتهى'.

قضية التبغ

في إحدى المرات، غرم آرسنال، الحارس تشيزني، نحو 25 ألف يورو، بسبب تدخينه في الحمامات بعد الخسارة 0-2 أمام ساوثهامبتون.

وقال الحارس البولندي 'أردت أن أعرف إن كان هذا القرار (الاستغناء عنه) قد اتُّخذ قبل عامين، يوم ساوثهامبتون أم بعده، لأنني شعرتُ أن النادي اتخذ قراره بعد ساوثهامبتون.. لم يعد يهمني ما فعلتُه منذ تلك اللحظة'.

وأوضح فينجر في وقت سابق 'كان قرار ثقيلًا عليّ لأسباب لا تتعلق بكرة القدم فقط، ربما شعرتُ أنك مرتاح للغاية، وهذا ما عزز شعوري، عندما تكون حارس مرمى في السادسة عشرة من عمرك، يكون أمامك عشرة حراس مرمى، وكنتَ تملكهم أيضًا، ولكن عندما تُحقق هدفك، تشعر أنك بالفعل في منطقة راحتك'.

وقال تشيزني 'أتفق معك، كنتُ مرتاحًا جدًا آنذاك'، لكنه أجاب بأنه يعتقد أن فترة إعارته إلى روما، أثبتت استعداده للعودة واستعادة مركزه الأساسي في آرسنال، قائلًا: 'شعرتُ أن عامين في روما كانا كافيين، وأشعر أن عدم إعادتي كان خطأ آرسنال'.

وانتهى الأمر بموافقة فينجر على رأي تشيزني، وقال 'نعم، لقد ارتكبتُ العديد من الأخطاء وأنا نادم على كل واحدة منها'، ليعلق تشيزني 'نعم، لقد اعترف بذلك! يُمكنني الاعتزال الآن'.

وانضم تشيزني إلى برشلونة، في أكتوبر/تشرين أول 2024، بعد إعلان اعتزاله كرة القدم عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس.

وتعرض برشلونة وقتها لضربة قوية بإصابة حارسه الألماني مارك أندريه تير شتيجن، وغيابه حتى نهاية الموسم، ليلجأ البارسا لخيار التعاقد مع حارس حر، ليكون من الممكن تسجيله في أي وقت.

ونجح برشلونة وقتها في إقناع تشيزني بالتراجع عن الاعتزال، والتوقيع لبرشلونة وحماية عرين الفريق الكتالوني.

وبالفعل وقع تشيزني وقتها، عقدًا لنهاية الموسم، وبعد نجاحه في قيادة الفريق لتحقيق الثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر)، قرر برشلونة، تجديد عقده حتى صيف 2027.

'لا أضغط عليه أبدًا'

كشفت والدة البولندي تشيزني، عن دورها في عملية انتقال نجلها إلى صفوف الفريق الكتالوني، الذي أغراه للعودة إلى الملاعب.

وقالت أليشا، والدة تشيزني، في تصريحات نقلتها صحيفة سبورت 'فويتشيك شخص بالغ ولا أضغط عليه أبدًا، إنه يعرف احتياجاته في الحياة'.

Juventus v US Salernitana - Serie A TIMGetty Images

وأضافت ''هذه قراراته وأنا دائمًا أحترم جميع خياراته، أعلم أنه لولا برشلونة، لكان قد اعتزل نهائيًا، لكن لا يمكنك رفض ناد كهذا'.

واختتمت ''من منا لا يرغب في اللعب لبرشلونة؟ أراد أن يكون جادًا عندما قرر إنهاء مسيرته، هكذا سارت الأمور ولكن كما ترون فهو سعيد، راض، ولديه المزيد من الألقاب ونعول على الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم'.

وبدأ تشيزني، الموسم الحالي، كحارس ثاني خلف الوافد الجديد خوان جارسيا، قبل أن يعود مؤخرًا للعب بشكل أساسي بعد إصابة جارسيا.

فرصة جديدة

تُعد هذه المرحلة فرصة نادرة لتشيزني ليثبت نفسه في الكامب نو، لكنه في الوقت نفسه لم يتعامل مع زميله الشاب كمنافس، بل كمشروع موهبة يرى فيها صورة المستقبل.

وأوضح الحارس المخضرم، أنه كان قد لاحظ تألق جارسيا خلال الموسم الماضي عندما كان الأخير يلعب في صفوف إسبانيول، غير أن انطباعه الحقيقي تكوّن بعد مشاهدته له في تدريبات برشلونة.

وأضاف 'كنت معجبًا به عندما كان في إسبانيول، لكنه فاجأني أكثر بعد 3 أيام من التدريب المشترك. لديه هدوء كبير وثقة استثنائية في التعامل مع الكرة، ومع القليل من الخبرة، سيكون من الصعب جدًا تجاوزه'.

وتابع تشيزني حديثه بنبرة من الإعجاب والتقدير 'لا أقول إنه الأفضل الآن، لكنه بالتأكيد يسير على الطريق الصحيح ليصبح كذلك. وسأشعر برضا كبير إذا تمكنت من مساعدته ولو بخبرة بسيطة'.

ورغم أن انتقاله إلى برشلونة لم يكن في الأصل، ليكون الحارس الأساسي، إلا أن إصابة جارسيا فتحت أمامه الباب ليؤكد قيمته الكبيرة، ويظهر كأحد قادة الفريق داخل الملعب وخارجه.

وفي ظل الدعم الكبير الذي أبداه تشيزني، يبدو أن برشلونة يمتلك اليوم، ثنائي في حراسة مرمى من طراز خاص؛ حارس مخضرم عاش كل شيء في الملاعب الأوروبية، وشاب واعد ينتظر أن يكتب فصله الأول في تاريخ العملاق الكتالوني.