يُعد الحديد عنصرًا أساسيًا في الجسم، إذ يلعب دورًا محوريًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة، ويُشكّل جزءًا رئيسيًا من الهيموغلوبين، البروتين المسؤول عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك الأنسجة الحيوية والعضلات.

ومع تجدد خلايا الدم الحمراء يوميًا، يصبح من الضروري دعم الجسم بكميات كافية من الحديد، سواء من خلال النظام الغذائي أو عبر المكملات، لتفادي نقص الحديد وما قد يترتب عليه من الإصابة بفقر الدم.

ويجري امتصاص الحديد بشكل رئيسي في القسم العلوي من الأمعاء الدقيقة، حيث تتولى الخلايا المبطنة للأمعاء عملية الامتصاص بآليات دقيقة ومعقدة، وبعد دخوله الجسم، يُخزن الحديد لاستخدامه عند الحاجة.

لكن امتصاص الحديد لا يتم بنفس الكفاءة لدى الجميع، إذ تتدخل عدة عوامل تؤثر على قدرة الجسم على الاستفادة من هذا المعدن الحيوي.

وأبرز هذه العوامل:

صحة الجهاز الهضمي: وجود مشكلات في الأمعاء مثل مرض السيلياك أو التهابات الأمعاء المزمنة قد يعيق امتصاص الحديد.

العمر: يقل امتصاص الحديد مع التقدم في السن، ما يستدعي اهتمامًا غذائيًا أكبر لكبار السن.

العوامل الوراثية: بعض الفئات السكانية تُظهر استعدادًا أعلى لنقص الحديد بسبب سمات وراثية.

العمليات الجراحية: من خضعوا لعمليات في الجهاز الهضمي، مثل جراحات السمنة، قد يعانون من صعوبة في امتصاص الحديد نتيجة لتغيرات في المساحة المعوية المتاحة للامتصاص.