مقدمة: إشادة برجل استثنائي

في هذه الأحرف المبعثرة، دعونا نرفع القبعات ونحن نتحدث عن هامة وطنية كبيرة، عن بطلٍ من طراز فريد، وقائدٍ لم يكتفِ بتغيير صفحات التاريخ، بل كتبها بمداد من العز والدموع والعرق. إنه العميد علي ناصر المعكر 'أبوردفان' – الرمز الخالد للنزاهة والكفاءة والإخلاص للوطن.

—

من الضالع إلى أبين: مسيرة فداء لا تنتهي

ولد علي ناصر مثنى المعكر عام 1967 في الأزارق بمحافظة الضالع، وتشرب منذ طفولته قيم البطولة والتضحية. التحق بالكلية العسكرية في عدن عام 1986، وتخرج منها في 1988 برتبة ملازم ثانٍ في سلاح الدبابات. منذ ذلك الحين، بدأت مسيرته الميدانية الحافلة.

توزع في اللواء الرابع مدرع بشبوة، ثم تولى قيادة سرية دبابات، حيث أثبت يوماً بعد يوم أنه قائد استثنائي بشجاعة نادرة وبصيرة نافذة.

ملاحم ومعارك لا تُنسى

شارك 'أبوردفان' في محطات مفصلية من تاريخ الجنوب العسكري. من أبرزها:

ملحمة موقع المظلوم (17 يناير 2014)

عملية اقتحام موقع الخزان (20 يناير 2014)

إصابته في منطقة الوبح (5 يونيو 2015) والتي لم توقف مسيرته، بل زادته عزماً وصلابة.

اللواء السادس: مدرسة وطنية بقيادته

عام 2022، تولى المعكر قيادة اللواء الرابع مشاة في أبين، ثم عُيّن قائداً للواء السادس دعم وإسناد في محور أبين القتالي. هذا اللواء تحوّل بقيادته إلى رمز للانضباط، والروح الوطنية، والصمود.

شارك اللواء السادس في معركة وادي عومران، التي لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل ملحمة بطولية تركت أثراً عميقاً في وجدان الجنوبيين.

شهادة أبناء الجنوب

لم يكن مستغرباً أن يشيد ضباط وأفراد اللواء السادس بكفاءة 'أبوردفان'، فقد كان قدوة في القيادة والانضباط والتواضع. لقد احتضن أبناء الجنوب بكل أطيافهم، وكان حاضراً في كل المواقف الحاسمة.

دعوة للحفاظ على القادة الشرفاء

نحن اليوم في الجنوب بحاجة ماسّة إلى قيادات من طينة علي ناصر المعكر. الحفاظ على أمثاله هو صمام أمان المستقبل، وعلينا أن لا نفرّط فيهم أو نسمح بابتعادهم دون حق. فبصمات 'أبوردفان' محفورة في القلوب والتاريخ.

خاتمة: قائد لا يغيب عن الذاكرة

يرحل البعض دون أن يفتقدهم أحد، لكن القائد المناضل علي ناصر المعكر سيظل خالداً في قلوب الجنوبيين. حفظك الله ورعاك أيها القائد الشامخ، وعشت عزيزاً متواضعاً صلباً، صاحب رأي وكلمة وموقف.

عاش الجنوب حراً أبياً، برجاله الأوفياء المخلصين. وحفظ الله كل أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية، صمام الأمان.