زاد الاردن الاخباري -

يُعد تقليم الأظافر قبل عيد الأضحى من المسائل التي يكثر فيها التساؤل، خاصة من المُضحّين الذين قد يجهلون الوقت الشرعي الذي ينبغي فيه التوقف عن قص الأظافر أو الشعر.

يستند الفقهاء إلى أحاديث صحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أوضح فيها الضوابط المرتبطة بتقليم الأظافر قبل عيد الأضحى، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: 'إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئًا'، وهو حديث يُحدد بداية وقت الإمساك عن تقليم الأظافر وحلاقة الشعر بالنسبة لمن نوى أن يقدّم الأضحية.

موعد تقليم أظافر المضحي

يُفهم من الحديث أن من نوى الأضحية، يُستحب له الإمساك عن تقليم أظافره، أو حلاقة شعر الرأس أو الجسد، ابتداءً من ليلة اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتى يتم الانتهاء من ذبح الأضحية. هذا التوقيت يأتي ضمن حرص الإسلام على تعظيم شعائر الله، وإظهار التفرّد والخصوصية في هذه الأيام العشر التي ورد في فضلها نصوص متعددة.

ويُشار إلى أن الهدف من هذا الامتناع هو إظهار النعمة والحرمة والخصوصية التي أولاها الشرع لهذه الأيام المباركة.

بحسب ما ورد في صحيح البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: 'كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرم عليه مما حلّ للرجال من أهله، حتى يرجع الناس'، فإن المضحي لا يدخل في حرمة الإحرام الكاملة، وإنما يُطلب منه الامتناع عن بعض الأفعال كنوع من التشبّه بالمحرمين دون مساواتهم.

وبذلك، يجوز للمضحي تقليم أظافره وحلاقة شعره بعد ذبح الأضحية، فالكراهة تزول حينئذ، ويصبح الفعل مباحًا دون كراهة.

حكم من قص شعره أو قلم أظافره قبل الذبح

ورد أيضًا عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره'، رواه مسلم في صحيحه، وفي رواية أخرى قال: 'فلا يمس من شعره وبشره شيئًا'.

ورغم هذا، فقد أفتى العلماء بأن قص الشعر أو تقليم الأظافر قبل ذبح الأضحية لا يُعد إثمًا، وإنما هو مكروه للمضحي، ويُعد تاركًا للأفضل والأكمل، وليس عاصيًا. فالحكم في هذا المقام لا يبلغ درجة التحريم، بل هو من باب كمال التقرّب.

حكم تقليم الأظافر لغير المضحي

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأحكام خاصة بالمُضحّي فقط، أي الشخص الذي ينوي تقديم الأضحية بنفسه، أما غيره، فلا تسري عليه هذه الكراهة. كذلك، من ضُحّي عنه – كربّ الأسرة الذي يضحي عن أهله – لا يلزمهم الإمساك، إنما الحكم يتعلق فقط بالشخص الموكّل بالتضحية أو الذي ينوي أداءها.