#شعبويات ؟؟!! يبدو أن #المواطن لا بواكي له

#نصر_شفيق_بطاينة

بعد وقبل ارسال الموازنة الى مجلس النواب لمناقشتها كتب بعض المواطنين وقليل من كتاب الصحافة والاعلام مطالبين الحكومة بزيادة رواتب الموظفين العاملين من مدنيين وعسكريين ونظرائهم من المتقاعدين كون الحكومات لم تقم بزيادة هؤلاء منذ ١٥ سنة عجاف ، ثم قام بعض النواب برفع مذكرة للحكومة مطالبينها بزيادة الرواتب …جميل جدا ، وهذا من واجبات كتاب الصحافة والنواب الملتصقين ومتعايشين وحاسين بهموم المواطن ومعاناته ومطلعين على حجم الضرائب والرسوم وارتفاع الأسعار للسلع المختلفة التي يعاني منها المواطن ، بحيث أصبح الراتب لا يغطي ثلث احتياجات المواطن الشهرية الاساسية ولم يعد هناك حاجة أساسية او ترفية او بطرية فكلها أساسية بنفس المستوى ولا يمكث الراتب في أحسن الاحوال في جيب بعض المواطنين الا أسبوعا أو أسبوعين بعد معاناة شديدة معه وهو يتفلت للعودة من حيث اتى ، وهناك بعض الطفرانيين تسمعوهم يغنوا ويشدوا ليلا مع النجوم وعلى ضوء القمر هروبا من طلبات الزوجة والاولاد لعل أحدهم يسمع ويوصل الرسالة الى أصحابها ( في ثلاثين يوم مع لياليهن مع لياليهن اسهر الليل والجيبة طفرانة …الجيبة طفرانة ….) .

اضافة الى الجاهة التي كدها الطفرانيين الى مضارب الحكومة طالبين فيها زيادة الرواتب وبانتظار رد الحكومة بعد مناقشة الموازنة في مجلس النواب والرد على ملاحظاتهم آملين الموافقة والايجاب ، فالحكومة حسب ما صرحت بما معناه أنها لا تؤمن بالحلول التسكينية للقضايا وانما بحلها ومواجهة التحديات العالقة والمحافظة على كرامة المواطن ….نرجو ان يكون موضوعنا من ضمن تلك القضايا …..

نتفاجأ نحن الطفرانيين ان هناك بعض كتاب اعمدة الصحافة وبعض النواب المحترمين قاموا بمهاجمة طلاب الزيادة من الكتاب والمواطنين وبعض النواب واتهموهم بأن طلبهم ذلك يدخل في باب الشعبوية وخاصة النواب !!!!!!!!!

شعبوية ؟؟؟؟!!!!! ، طلب زيادة الرواتب شعبوية ؟؟!!! طلب تحسين معيشة المواطن شعبوية ؟؟!! يا لله …

ما هذا يا قوم ؟! ما هذا يا اخوة العروبة ؟! ما هذا يا اخوة الاسلام ؟! السنا مواطنين ونستحق من الحكومة ان تنظر الينا بعين العطف والرحمة ومن واجباتها العمل على تحسين معيشة المواطن ؟! ألم نقم بانتخاب النواب لرفع مشاكل وهموم المواطن وايصالها لايجاد الحلول الممكنة لها ؟!

وهل الصحافة السلطة الرابعة وجدت لمراقبة أعمال الحكومات والتأشير على الصح والخطأ ونقل معاناة المواطنين وهموهم ؟! أم ماذا ؟! منطق عجيب …

اذا كان طلب زيادة الرواتب من قبل بعض النواب للموظفين شعبويات ولاستغفال المواطنين وكسب ودهم …. طيب ، ماذا نقول عن المعارضين للزيادة والبكاء عليها وعمل لطمية بحجة عجز الموازنة ٢ مليار والحكومة يا حبة عيني لا تملك المال للزيادة ، والسؤال : كيف عرفتم أن الحكومة لا تملك المال للزيادة ؟! ومن الذي فوضكم التكلم والتحدث والدفاع عن الحكومة بعدم رغبتها وامكانيتها بالزيادة ؟! اين لسان الحكومة ؟! هناك رئيس للحكومة وهناك وزير مالية وهناك ناطق رسمي للحكومة يستطيعوا الكلام و لهم الحق والقدرة على التحدث والدفاع عن الحكومة سلبا او ايجابا وهم منها … علما ان الحكومة لم تبدي رأيا لغاية الآن سلبا او ايجابا بشأن الزيادة ( أهو ما حصلش ايتها حاجة وعالم عمالها تقر….) . اليست هذه شعبويات وتقرب وتزلف للحكومة يا سادة يا كرام ….؟؟؟!!! .

وقد دخل البعض من باب ان النواب لا يستطيعون تثبيت الزيادة وزيادة النفقات في الموازنة بينما صلاحياتهم في تخفيض الموازنة …. على هونكم ايها الأخوة ….فالنواب طلبوا الزيادة على مدخل أن يتم احداث بعض المناقلات المالية في بعض بنود الموازنة وتخفيض بعض النفقات الراسمالية ودعم الزيادة ولا نظن ان ان النواب تجاهلوا ذلك استغفالا للمواطن …ما هي جدتي الله يرحمها بتعرف هاي المعلومة فكيف بالنواب وهناك من لهم باع طويل في المجلس …..أطول من باع البعض في الكتابة ….

وأحب أن أضيف معلومة لهؤلاء أن الزيادة عادة تعلن في نهاية مناقشة والموازنة وقبل التصويت عليها اذا ووفق عليها وقد تأتي مكرمة ملكية أو توجيه ملكي باقرار زيادة وفي هذه الحالة تتم الزيادة من خلال ملحق للموازتة ، ونرجو حصول ذلك نكاية بكم ….

البعض من الكتاب اعتقد أو فهم أن ال ٢٧٤ مليون دينار التي وردت في الموازنة انها مخصصة لزيادة الرواتب فقامت القيامة وعلا الصراخ والضجيج ليكتشفوا بعدها أن هذه المخصصات هي للزيادات الطبيعية السنوية والعلاوات والوظائف المستحدثة للعام القادم ….أخ يا جماعة بالله شو بينا وبينكوا اذا الكوا عندنا حق أو دين او حق سمسم وكرسنة فنحن قعادين للحق والقضاء ….عجبي ……ان الصعود على السلم يبدا درجة درجة ولا تستعجلوا الوصول الى القمة بقفز أكثر من درجة خشية الزحلقة ونرجو ان لا يكون ذلك على حساب ظهر المواطن وفقرات سلم عموده الفقري التالفة ……رجاء…..فالمواطن يعاني من ديسك الفقر وغلاء الأسعار والضرائب ما يكفي لاخلال توازنه المالي والمعيشي …..

ان عجز الموازنة يا سادة يا كرام اصبح عجزا مزمنا وفي حالة ازدياد منذ سنوات والله اعلم متى سيتوقف في ظل الظروف الاقتصادية الداخلية والاقتصادية والسياسية والخارجية .فهل يبقى المواطن بلا زيادة والأرتفاع في الأسعار مستمر بلا هوادة ، ( وقد قالها أحد النواب. ) ماذا عن الأخبارالطيبه والمفرحة التي يبشر بها المسؤولون والكتاب الاقتصاديين بين الفينة والأخرى عن التحسن الاقتصادي ؟؟ ماذا عن انخفاض نسبة البطالة وانخفاض نسبة التضخم وارتفاع نسبة النمو ، واجتياز مراجعات صندوق النقد الدولي بنجاح ، وتحسن تصنيفات موديز الأتماني لاقتصادنا ؟؟ وغيرها من التطمينات والأخبار المفرحة ، لماذا لا تنعكس على معيشة المواطن ؟ ! ماذا عن خطة التحديث الاقتصادي التي عقد مؤتمرها في البحر الميت قبل عدة سنوات أين تحسين معيشة المواطن وزيادة الرواتب أليست من ضمنها ؟! .

ان تصحيح الأخطاء المقصودة وغير المقصودة الواردة في تقرير ديوان المحاسبة السنوي واستعادة الأموال المهدورة فيه كافية لصرف الزيادة ….، ان اعادة النظر في موازنات الهيئات المستقلة واعادة النظر في الرواتب الفلكية لموظفيها لهي كافية لزيادة الرواتب….

هناك في بعض القوانين والتعليمات والنظم شيء اسمه التقادم والترفيع الوجوبي والجوازي والحق المكتسب والحق بالشفعة وغيره فبعد مرور عدة سنوات معينه يستحق صاحب الحال ترفيعا أو زيادة أو تغيير منصب أعلى بحكم احدى المواد التي ذكرت …..فبعد خدمة ١٥ سنة في نفس الراتب للموظف او المتقاعد آلا يستحق الزيادة على الراتب تحت حكم أو مظلة احدى المواد المذكورة اعلاه….لله دركم …

عند انتخابنا للنواب انتخبناهم للدفاع عن المواطن وتمثيله وايصال صوته اما الدفاع عن الحكومة سعادة النائب المحترم ليس من واجباتك ، ونرجو من بعض النواب الكرام العودة الى الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب وقراءة ما للنائب وما عليه من واجبات وحقوق ….لا نريد ان ينطبق على مجلس النواب الكريم مقولة ( ننتخبهم ويشتمونا ) ….نريد ان نعرف من النواب الكرام انتم معانا والا معاهم …. . ……

هناك رسالة قصيرة ومهمة الى من يُنظّر على المواطن بالصبر أو أن الرواتب كافية وأن المواطن يتدلل وبطران ويتزلف للحكومة ويريد التسلق على ظهر المواطن والحصول على مزيدا من المناصب والمكاسب أقول عليه قبل ذلك أن يطلعنا على حجم دخله الشهري وكم من الرواتب يقبض ومن اي جهة ومقابل ماذا من الخدمة وكيف يعيش ، وأين يسكن ، وهل هناك عليه ديون أو مطلوب لاحدى الجهات المقرضة او التنفيذ القضائي أو يسكن بالأجار ؟؟ ثم يطلع علينا بسمفونيته وبعدها نسمع له ….نرجو ان يكون ذلك واضحا والا فليلتزم الصمت ويرفع قلمه عن المواطن ….

وأريد أن أكشف وأميط اللثام بهذه المناسبة وما لكوا علي يمين عن أن المواطن يمر بظروف صعبة ومنعطف خطر ويواجه وامامه تحديات الشتوية وشهر رمضان الفضيل وما بعده من أعياد ومناسبات الصيف المعروفة للجميع ….. الخ…….

يروى ان أحدهم في قديم الزمان كان طفرانا وعاثر الحظ وسيئه وكما يقال ٧ صنايع والبخت ضايع ، فقد حاول ايجاد عمل فلم يوفق بعد محاولات كثيرة وان وجد يطرد منه بعد حين ، وحاول كثيرا الهجرة للعمل في الخارج الا انه كان غير موفق بالحصول على فيزا من السفارات المختلفة وقد كرر المحاولة مرارا حتى انفرجت معه اخيرا وحصل على فيزا سفر وفرح بذلك ايما فرح معتقدا أن الحظ ابتسم له اخيرا فقرر السفر وبعد التوكل واخذ احدى الطائرات رخيصة الثمن بسبب طفره فهو بالكاد جمع ثمن التذكرة من أجاويد الله وأقلعت الرحلة وبعد زمن وقطع مسافة لا يعرف قدرها واثناء احتسائه القهوة منتشيا مبتسما للمضيفة واذا بصوت قائد الطائرة يصدح ويعلن ان الطائرة تمر بظروف صعبة وان هناك مطبات هوائية قوية تعيق وتؤثر على حركة الطائرة وان هناك وزنا زائدا وعليه وللنجاة لا بد من تخفيف حمولة الطائرة وأن على أحدهم ان ينزل منها وللعدالة سنجري قرعة على قائمة الركاب لاختيار شخص ما ليهبط ، فضرب صاحبنا بكف بكف وكفا على جبهته وهتف يا باطل ….وفكر صاحبنا بالأمر وهز راسه ثم نهض صائحا انا سأقوم بالمهمة لأنه حظي وانا عارفه والله غير تطلع القرعة علي وبعد جدال اصر على رأيه فقال الكابتن ما دامك مصر سنزودك بمظلة وبعض الطعام لعلك تنزل في منطقة آمنة وتبدأ حياتك فهبط بالمظلة واذا هو داخل غابات من الأشجارة المثمرة فيها ما لذ وطاب ففرح كثيرا وقال في نفسه لا بد أن الحظ غير رأيه وابتسم له وجاء به الى هنا ، وقبل أن يخرج من حلمه ويمد يده الى احدى الثمار الناضجة والمغرية واذا بمجموعة من الرجال تركض باتجاه بأشكال تثير الرعب والخوف البعض بملابس أو بدون بوزرة أو بدون والكل يلهث والكل يحمل اما رمحا أو سيفا او بلطة وما شابه ، فسألوه من هو ومن اين جاء ، وماذا يعمل هنا ؟؟ فحكى لهم قصته من طقطق حتى السلام عليكم فهمروا وهمهموا قليلا وتبادلوا النظرات ، ثم سألوه هل رأيت جماعة مرت من هنا بأوصاف كذا وكذا فصفن قليلا وقال للامانة والله ما رأيت أحدا ، ثم سألوه هل أنت معانا والا معاهم ؟؟ فصفن أخرى وأجاب قاطعا جازما واثقا انا معاكم فقالوا آهاه آهاه معناته انت معاهم لأنه احنا همه…. … .. فلم يرى الا والكل يهوي عليه بما حمل ولا يدري ولا ندري بأيها قتل بالسيف أم بالرمح أم بغيره … والتحقيق جاري ، الله يرحمه على كل حال فقد كان على سوء حظه رجلا طيبا ترحموا عليه اذا سمحتم …..