اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
تشهد سماء الأردن سنويًا مرور أكثر من عشرة ملايين طائر مهاجر، ما يعزز مكانة المملكة كحلقة وصل طبيعية بين ثلاث قارات ويؤكد دورها المحوري في حماية التنوع الحيوي العالمي، وفق ما أكده مختصون في الشأن البيئي.
وأوضح الخبراء أن المملكة تُعد جزءًا رئيسيًا من مسار حفرة الانهدام العظيمة، إذ تعبرها أكثر من 400 نوع من الطيور، تجد في المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة الأردنية ملاذًا آمنًا خلال رحلات هجرتها الموسمية، في إطار التزام الأردن بالاتفاقيات الدولية لحماية الطيور المهاجرة وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.
وقال المهندس طارق قنعير من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إن موقع الأردن الجغرافي يجعل منه عنق زجاجة طبيعيًا تمرّ من خلاله مئات الأنواع من الطيور الجارحة والمغردة والمائية، مشيرًا إلى أن الأراضي الرطبة مثل محمية الأزرق ومحمية فيفا المدرجتين على قائمة 'رامسار' العالمية، تؤدي دورًا أساسيًا في استدامة مسار الهجرة. وأضاف أن الجمعية أعادت تأهيل واحة الأزرق لتستعيد جزءًا من مساحتها كمأوى للطيور، حيث تم رصد أكثر من 350 نوعًا فيها.
من جانبه، أوضح المهندس فراس الرحاحلة، مدير مرصد طيور العقبة، أن المرصد يُعد نموذجًا بيئيًا متطورًا يوازن بين النمو العمراني والحفاظ على التنوع الحيوي، مؤكدًا أن العقبة تحولت إلى محطة رئيسية للطيور المهاجرة بفضل بيئاتها المائية والنباتية المتنوعة. وأشار إلى أن المرصد يوثق أكثر من 270 نوعًا من الطيور، 87% منها مهاجرة، ويشكل مركزًا علميًا إقليميًا في برامج الرصد والحماية.
بدوره، بين خبير التغير المناخي الدكتور عبدالرحمن الطواها أن الطيور المهاجرة تمثل مؤشرات حية على سلامة البيئة، إذ تسهم في تلقيح النباتات ونثر البذور ومكافحة الحشرات، ما يعزز التوازن البيئي ويقلل الاعتماد على المبيدات، مشيرًا إلى أن التغير المناخي يهدد الموائل الطبيعية لهذه الطيور مما يتطلب جهودًا مضاعفة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
كما تحدث المصور رعد البطوش عن تجربته في توثيق الطيور في الأردن منذ عام 2015، مبينًا أن المملكة تعد من أبرز مناطق عبور الطيور عالميًا، خاصة خلال فصلي الربيع والخريف، حيث تعبرها أنواع نادرة مثل 'صقر العسل' و'الوروار العربي' و'الحداد الأزرق'. وأكد أن تصوير الطيور أصبح بالنسبة له رسالة توعوية للحفاظ على البيئة، مشددًا على أهمية تطوير مرافق مخصصة لتصوير الحياة البرية في المحميات الأردنية.
وتتعاون مؤسسات عدة مثل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وشركة واحة أيلة للتطوير وسلطة منطقة العقبة في تنفيذ مشاريع بيئية مثل 'مسار ريشة أيلة'، الذي يجمع بين الترفيه والتعليم البيئي لتعزيز ثقافة الوعي بالطبيعة في العقبة وتشجيع سياحة مراقبة الطيور، التي أصبحت أحد أبرز أشكال السياحة البيئية المستدامة في المملكة.












































