عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول اجتماع رسمي لمجلس الوزراء، الأربعاء، وسط تحركات متسارعة من أعضاءها لتنفيذ أجندته، التي يتصدرها خفض نفقات الحكومة الفيدرالية، وتقليص حجمها عن طريق زيادة عمليات تسريح الموظفين بشكل واسع.

وأثنى ترمب في بداية الاجتماع، بجهود عدد من المسؤولين الأمريكيين، ومن بينهم إيلون ماسك، الذي يقود وزارة الكفاءة الحكومية، وقال إنه لم يمر سوى شهر واحد منذ دخوله البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، لكن 'الآن، أنا معجب بالجميع. فقد تم تشكيل حكومة عظيمة'.

وتطرق ترامب لمساعي حكومته، التي وافق مجلس الشيوخ على 18 عضوًا من أصل 22 مرشحا، في خفض الأسعار، ودور وزارة الكفاءة الحكومية في تقليص حجم الحكومة، وخفض نفقاتها بمليارات الدولارات، معربًا عن أمله بالوصول حجم خفض النفقات إلى ترليون دولار.

تسريح الموظفين

وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن ماسك 'وجد أشياء مروعة جدًا، منها سرقات واحتيالات'، داعيًا الموظفين الفيدراليين للرد على البريد الإلكتروني الرسمي المرسل إليهم، والذي يطلب شرح عملهم ومهامهم أو المخاطرة بفقدان وظائفهم في حال عدم الرد.

واعتبر أن الموظفين الذين لم يردوا على البريد الإلكتروني الذي أرسلته وزارة الكفاءة الحكومية، والبالغ عددهم 'قرابة مليون شخص'، أنهم 'فقاعة، وربما غير موجودين، ربما ندفع (رواتب) لأشخاص غير موجودين'.

ولفت ترمب، إلى أن 'عددًا من الأمريكيين معجبين' بـ'الطرد الجماعي' للموظفين الفيدراليين، فيما دعت مذكرة صدرت قبل الاجتماع، إلى إجراء 'تخفيض كبير' للموظفين دون تحديد العدد.

ومضى ترمب قائلًا: 'نعمل على تقليص حجم الحكومة، وعلينا أن نفعل ذلك، فنحن لدينا أعدادًا ضخمة.. كما أن لدينا الكثير من الناس الذين لا يقومون بوظائفهم على أكمل وجه'.

وأثارت مؤخرًا بعض إجراءات ماسك لتقليص حجم الحكومة، اعتراضات من بعض الوزراء. ونوه ترامب إلى أن بعض أعضاء حكومته 'مختلفين قليلًا' مع إيلون ماسك، وتساءل: 'هل هناك أي شخص غير راض عن إيلون ماسك؟ إذا كنت كذلك، فسوف نطرده من هنا'.

وأردف: 'إنهم يحترمون إيلون كثيرًا، ويحترمونه لأنه يقوم بهذا الأمر، وبعضهم يختلف معه قليلًا، ولكن دعني أخبركم أنني أعتقد أن الجميع ليسوا سعداء فحسب، بل إنهم مسرورون جدًا'.

وأكد ترامب، ردًا على سؤال بشأن ما إذا كان سيسمح بأي استثناءات لأعضاء الحكومة الذين لا يلتزمون بأوامره، أنه 'لا استثناءات في ذلك'.

وتعهّد بعدم خفض ميزانيات برامج الرعاية الصحية والاجتماعية والضمان الاجتماعي، لافتًا إلى أنه سيعمل على خفض المصروفات الحكومية عن طريق 'استئصال الاحتيال'.

وأشار إلى 'وجود مهاجرين غير شرعيين، ومجرمين آخرين يحصلون على دفعات من الضمان الاجتماعي، كما يتم إرسال الشيكات إلى أشخاص يبلغون من العمر 200 عام'، على حد قوله.

خفض الميزانية

وطلب ترامب بعد ذلك بأن يكون ماسك الذي يقود الجهود الرامية لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، وخفض نفقاتها، المتحدث الأول خلال الجلسة، واصفًا إياه إنه 'رجل ناجح جدًا'.

وقال الرئيس الأمريكي وهو يقدم ماسك، الذي كان يرتدي قبعة بيسبول سوداء مكتوب عليها 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، وقميصًا كتب عليه 'الدعم الفني'، إنه 'يضحي بالكثير، ويحظى بالكثير من الثناء، لكنه يتعرض للانتقادات أيضًا'.

ووصف ماسك، وزارته بأنها 'الدعم الفني'، وأضاف: 'لن نكون مثاليين، لكن عندما نرتكب أخطاء، سنصلحها بسرعة كبيرة'.

ويرى ماسك الذي حضر الجلسة، رغم أنه ليس عضوًا في مجلس الوزراء، أن ترمب 'نجح في تشكيل أفضل حكومة على الإطلاق'، وتابع: 'أنا لا أمدح أحد كذبًا، فهذه مجموعة مذهلة من الناس، ولا أعتقد أنه قد تم سابقًا تشكيل مثل هذا الفريق الموهوب'.

وأوضح ماسك، أنه يعمل خلال العام الجاري على خفض قرابة تريليون دولار من ميزانية الحكومة البالغة 6.7 تريليون دولار، فيما اعتبرت وكالة 'رويترز'، أن هذا الهدف الطموح سيستلزم إيقاف عدد كبير من برامج الحكومة.

وفي الوقت نفسه يضغط ترامب على الكونجرس لتمديد التخفيضات الضريبية التي تم تمريرها عام 2017، والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية العام الجاري.

وتقدّر منظمة 'لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة' غير ربحية، أن التخفيضات الضريبة تلك أضافت 2.5 تريليون دولار إلى الديون الأميركية التي تبلغ حاليًا 36 تريليون دولار، متوقعةً أن تكلف التخفيضات الجديدة أكثر من 5 تريليون دولار خلال العقد المقبل.