اللحظة التاريخية التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا نزولًا عند مساعي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يحفظه الله، لا تقل أهمية عن اللحظة التي ودّع فيها السوريون عقودًا من المأساة. وما بين مُعاناتهم من التنكيل السياسي واختناقهم من الحصار الاقتصادي، كانت المملكة وأميرها محمد بن سلمان دائمًا وأبدًا في صفهم وإلى جانبهم في أتراحهم قبل أفراحهم، ولا أدل على ذلك من تعبير الفرح العفوي الذي بدا على مُحيا سمو ولي العهد بعد إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، والذي تحوّل إلى أيقونة فرح خالدة في نفوس كل السوريين.

عندما أعلن ترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض عن رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة ومنحها فرصة للعظمة وبداية مسار جديد بعد سنوات من العزلة، اختتم حديثه بالإشارة إلى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- وعبارة 'من أجلك'.

لم تكن عبارة ترامب جملة عابرة أو مجاملة بروتوكولية؛ بل تعبير عن مدى تقديره للمساعي الحميدة التي قادها سمو ولي العهد - حفظه الله - من أجل أن ينعم السوريون بما يستحقونه.

وكما كان تاريخ 8 ديسمبر 2024م علامة فارقة في حياة السوريين، جاء تاريخ 13 مايو 2025م ليشكل علامة فارقة في حياتهم واقتصادهم وصلب معيشتهم، حتى أن دمشق وحلب ودرعا وحمص وغيرها من المُحافظات السورية خرجت لشوارعها ابتهاجًا برفع العقوبات وامتنانًا لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكأنه عيد انتصارهم الثاني.

صورة احتضان الأمير محمد بن سلمان السوريين في قلبه انتشرت انتشارًا واسعًا حاملة رمزية تجاوزت حدود السياسة، لتستقر في وجدان الشارع السوري كعلامة فارقة في مسار استعادة السيادة والانفتاح، نشروها وقلدوها بمشاعر تصف حجم الاعتزاز والعرفان والفخر بفخر العرب محمد بن سلمان بما حملت من الصدق والاهتمام والعزم في تفاصيلها وأبعادها الكاملة.

ستبقى هذه الصورة في ذاكرة السوريين طويلاً، لأنها لم تحمل رسالة مباشرة بل أوصلت شعورًا بأن اللحظة لم تكن عابرة، وأن الأمير محمد بن سلمان رغم صمته في تلك اللحظة، كان يرى ويستشعر الحدث بأبعاده كاملةً.. ستبقى لأنها لم تكن مجرد توثيق لزيارة رسمية، بل كانت – ببساطتها – تذكيرًا بأن لغة الجسد الصامتة قد تترجم مواقف الرجال العظام أفضل ألف مرة من مئات الكلمات التي تقال.