أبو نوار: خطة ترامب لغزة تسوية مفروضة.. وإسرائيل لن تنسحب أبداً #عاجل

مالك عبيدات _ حذر الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار من أن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخاصة بغزة تشكل تسوية مفروضة بمنطق القوة، مشيراً إلى أنها تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في القطاع دون تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في تقرير المصير.

وقال أبو نوار في تصريحات خاصة ل الأردن ٢٤ إن الخطة تنص على استبعاد حركة حماس تماماً من أي دور سياسي أو عسكري في المستقبل، مع نشر قوات استقرار دولية لإرسال رسالة واضحة بعدم العودة إلى الحرب. وأكد أن نجاح هذه الخطة مرهون بتفاهم بين حماس والسلطة الفلسطينية حول الجهة التي ستتولى الأمن مستقبلاً، إلا أن ذلك 'ما زال غامضاً ومليئاً بالتحديات”.

وأشار أبو نوار إلى أن هناك تساؤلات حول كفاية الضمانات الأمنية التي يقدمها الوسطاء، سواء كانت ضمن المرحلة الانتقالية أو كجزء من التسوية النهائية، موضحاً أن 'الضمانات ما تزال غير واضحة، وقد تفتح الباب أمام صراعات جديدة”.

وبيّن أن الأردن ومصر أعلنا استعدادهما لتدريب قوات الاستقرار، بينما رفض الأردن المشاركة المباشرة فيها، في حين ترفض إسرائيل بشكل قاطع مشاركة السلطة الفلسطينية بأي دور بهذا الخصوص. كما أكد أن تركيا مرفوضة إسرائيلياً للمشاركة في هذه القوات.

وأوضح أبو نوار أن الخطة تثير تساؤلات خطيرة حول من سيتولى الحكم ومن سيتحدث باسم غزة مستقبلاً، في ظل غياب السيطرة السياسية والشرعية. وأضاف أن الحديث عن إعادة إعمار غزة دون سيادة حقيقية، والاكتفاء بحكومة تكنوقراط فقط، يعني عملياً 'فصل الإعمار عن القرار الوطني”.

وأكد أن الفلسطينيين 'لن يتمكنوا من ممارسة حقهم في تقرير المصير” ضمن هذه الظروف، لافتاً إلى أن الواقع القائم 'يعكس تسوية مفروضة بمنطق القوة من قبل إدارة ترامب”، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى الاستفادة من مساحة التنفس التي خلقتها التفاهمات المؤقتة.

وشدد أبو نوار على ضرورة الضغط على الولايات المتحدة لضمان عمليات الإغاثة الإنسانية، وحمايتها من التوظيف السياسي، داعياً إلى دعم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأونروا التي تمتلك خبرة وموارد كبيرة في غزة.

ورأى أبو نوار أن أي تقصير في إيصال المساعدات سيؤدي إلى تفجر العنف والتطرف، مؤكداً أن إسرائيل 'هي المسيطر الحقيقي والمتحكم في تحديد الدول المشاركة في قوات الاستقرار”.

وأوضح ابو نوار أن القوات قد تُكلف في مرحلة لاحقة بعمليات إنفاذ السلام وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى المساعدة في نقل السلطة وتنظيم انسحاب الجيش الإسرائيلي، ودعم الحوكمة المستقبلية للسلطة الفلسطينية.

واعتبر أبو نوار أن تحقيق أهداف الخطة 'بعيد المدى وصعب المنال”، مشيراً إلى أن القوات ستكون مسؤولة عن الأمن في المناطق المنزوعة السلاح وقد تضطر لإنفاذ ذلك بالقوة، ما يعرض الدول المشاركة إلى مخاطر على قواتها.

ولفت أبو نوار إلى أن التجارب التاريخية تثبت أن قوات الاستقرار نادراً ما تنجح في تحقيق سلام دائم، موضحاً أن مصر وقطر تبذلان جهوداً كبيرة للوساطة، في حين تحاول إسرائيل عرقلة تلك المساعي وتشّن حملة دعائية ضد قطر في الصحف الأمريكية.

وختم أبو نوار حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل لن تنسحب من غزة أبداً لأنها لا تريد قيام دولة فلسطينية، قائلاً: 'الضفة الغربية راحت خلاص، ولن تُقام عليها دولة فلسطينية في ظل المعادلات الحالية”.