اندلع حريق هائل مساء امس الاثنين في إحدى العمارات السكنية بحي الشرج وسط مدينة المكلا، في حادثة أثارت الهلع بين السكان المحليين.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة للحريق لم تُعرف بعد، إلا أن مصادر محلية تشير إلى احتمال أن يكون الحادث ناجمًا عن ماس كهربائي، وهي ظاهرة شائعة في مثل هذه الأجواء التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية.

جهود السيطرة على الحريق

فور اندلاع النيران، سارع المواطنون في الحي إلى إخلاء العمارة المشتعلة، حيث عملوا على إخراج السكان، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، خوفًا من امتداد النيران إلى الوحدات السكنية المجاورة.

وبعد دقائق من الحادث، وصلت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى الموقع، حيث باشرت عمليات الإطفاء بمشاركة معدات متطورة وسيارات متخصصة.

وقد أكدت مصادر في الدفاع المدني أن الجهود المشتركة بين المواطنين وفرق الإنقاذ أسهمت بشكل كبير في السيطرة على الحريق ومنعه من التوسع إلى العمارات المجاورة.

وأشارت المصادر إلى أن الحريق ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى، لكنه - ولله الحمد - لم يسفر عن تسجيل أي وفيات، رغم وجود بعض الإصابات الطفيفة التي تم التعامل معها على الفور.

تحذيرات من التخزين العشوائي

في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع نتائج التحقيقات الرسمية حول أسباب الحريق، أطلق ناشطون محليون تحذيرات شديدة اللهجة بشأن ظاهرة التخزين العشوائي للبضائع والمواد القابلة للاشتعال داخل المنازل والمحلات التجارية.

وشدد الناشطون على أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا كبيرًا، خاصة في المدن الساحلية مثل المكلا، التي تشهد صيفًا ساخنًا للغاية مع مستويات عالية من الرطوبة.

وقال أحد الناشطين: 'نحن نعيش في منطقة تتسم بمناخ استوائي، حيث تزداد احتمالية حدوث الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة والضغط العالي على الشبكات الكهربائية.

ومع ذلك، فإن البعض لا يزال يتعامل مع هذه المسألة بسطحية، سواء من خلال التخزين غير الآمن أو الإهمال في صيانة الشبكات الكهربائية.'

نداءات لتفعيل الرقابة والوعي المجتمعي

دعا المواطنون والناشطون السلطات المحلية إلى تفعيل دور الرقابة على المنشآت السكنية والتجارية، وتكثيف الحملات التوعوية حول أهمية السلامة العامة.

كما طالبوا بضرورة تحسين شبكات الكهرباء في المناطق القديمة، والتي غالبًا ما تكون عرضة للأعطال بسبب ضعف البنية التحتية.

وفي هذا السياق، أكدت الجهات المعنية أن الحادث سيكون فرصة لإعادة النظر في الإجراءات الوقائية المتبعة، مشددة على أهمية التعاون بين المواطنين والسلطات لتحقيق أعلى مستويات السلامة.

يشكل هذا الحادث ناقوس خطر جديدًا يذكر بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والحفاظ على السلامة العامة، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة.

وبينما يتنفس الجميع الصعداء بعد السيطرة على الحريق، يبقى السؤال: هل ستتحول هذه الحادثة إلى نقطة تحول نحو تعزيز ثقافة السلامة، أم أنها ستظل مجرد حادثة عابرة تكرر نفسها عامًا بعد آخر؟