رأي المشهد العربي

في ظل اشتداد المعركة الإعلامية التي ترافق الصراع السياسي والعسكري في المنطقة، بات من الضروري التحذير من النهج الخطير الذي يسير عليه إعلام العدو، سواء الإعلام الحوثي أو الإخواني، والذي يعمل وفق استراتيجية ممنهجة تستهدف الجنوب بكافة مكوناته.

هذه المنظومة الإعلامية المعادية لا تتحرك بعشوائية، بل تعتمد على أدوات دعائية وتضليلية تهدف إلى خلق بيئة مشوشة، وإرباك الوعي الجمعي، وزرع الشكوك بين القيادات الجنوبية وبين أبناء الجنوب، بما يؤدي في النهاية إلى تفكيك وحدة الصف وضرب اللحمة الوطنية.

أحد أبرز محاور هذا النهج يقوم على صناعة حملات مدروسة تستغل أي حدث أو اختلاف طبيعي داخل المجتمع الجنوبي لتضخيمه وتحويله إلى مادة صدامية تُستخدم لإثارة الفتن وتغذية الانقسامات.

الإعلام الحوثي والإخواني يدرك تمامًا أن قوة الجنوب تكمن في تماسك جبهته الداخلية، ولذلك يسعى جاهدًا إلى ضرب الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية والأمنية من جهة، والشعب الجنوبي من جهة أخرى.

وتظهر هذه المحاولات في شكل شائعات ممنهجة، وفبركات إعلامية، وتحليلات مضللة تتعمد تشويه الرموز الوطنية وإرباك الرأي العام.

ولا يتوقف هذا النهج عند حدود التحريض المباشر، بل يتجاوز ذلك إلى محاولات الهندسة النفسية عبر بث رسائل متكررة تهدف إلى خلق شعور بالإحباط أو التشكيك في مشروع التحرير واستعادة الدولة.

كما يعمل هذا الإعلام على تحريف مسارات الأحداث وتشويه الحقائق لخلق صورة مغايرة للواقع، أملاً في إضعاف الإرادة الجنوبية وتشتيت الجهود المشتركة.

مواجهة هذا الخطر تتطلب وعيًا واسعًا بخلفياته وأهدافه، وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات، والالتفاف حول القيادة الجنوبية التي أثبتت قدرتها على إدارة المرحلة بحكمة وثبات.

كما يتطلب الأمر دعم الإعلام الجنوبي المهني والمسؤول الذي يعمل على كشف حملات التضليل وتفنيد الروايات المعادية، وترسيخ خطاب موحد يعزز ثقة المواطن بقيادته ويحصّن الجبهة الداخلية.

ويراهن العدو على تفكيك الجنوب من الداخل، لكن وحدة الصف الجنوبي وارتفاع مستوى الوعي الشعبي كفيلان بإفشال هذا الرهان وإحباط جميع محاولات الاختراق، فالجنوب ما زال، وسيظل، أقوى بتلاحمه ووعيه وقدرته على إدراك حجم التحديات التي تواجه مشروعه الوطني.