اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
مكة - الرياض
تواصلت أعمال «مؤتمر الاستثمار الثقافي» الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض بجلسة حوارية أقيمت، وحملت عنوان «الاستثمار في الثقافة على نطاق واسع - فئة الأصول غير المستغلة»، بمشاركة مساعد وزير الثقافة الأستاذ راكان الطوق، والرئيس التنفيذي لشركة سوذبيز تشارلز ستيوارت، والرئيس التنفيذي لآرت بازل نواه هورويتز، فيما أدارت الجلسة الصحفية ماريانا إيفنستين.
واستهل الجلسة مساعد وزير الثقافة راكان الطوق بالإشادة بمن سبقه من المتحدثين في المؤتمر، الذين أكدوا أهمية تدفق رأس المال الاستثماري إلى قطاع الثقافة والصناعات الإبداعية.
وقال: سمعنا أرقاما كبيرة حول حجم مساهمة هذه الصناعات في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حيث أشار وزير الاقتصاد إلى نحو 4 تريليونات دولار، وهو ما يعد إشارة واضحة على الجدوى الاقتصادية والتجارية لهذه الصناعات بشكل عام.
وأضاف «عندما بدأت وزارة الثقافة في تطوير الإستراتيجية الوطنية للثقافة، كان الاستثمار وتدفق رأس المال من القطاع الخاص عنصرا محوريا في رؤيتنا للتنمية المستدامة، وتعد الأصول الكبرى مثل المتاحف ومواقع التراث العالمي منصات استثمارية رئيسية، فمن خلال الاستثمار الحكومي فيها نحقق أهدافا وطنية تتعلق بالوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وتعزيز الفخر بالهوية وحفظ التراث، وفي الوقت ذاته نطلق أنشطة اقتصادية إضافية تُبنى على هذه المنصات».
وأوضح الطوق أن وزارة الثقافة تعمل على استكشاف نماذج مختلفة للشراكات بين القطاعين العام والخاص، بحيث لا يكون دور القطاع الخاص محدودا في مبادرات صغيرة، بل يمتد ليشمل دوره بصفته مطورا للبنية التحتية وفاعلا في التطوير العقاري أيضا.
بدوره أكد تشارلز ستيوارت أهمية تغيير التصنيف الذهني للثقافة بصفتها ضمن الخيارات الترفيهية والخيرية، مشيدا بالسياسة الثقافية في المملكة التي تكشف عن مدى الطموح المتنامي في تمكين وتحفيز هذا القطاع الحيوي.
كما استعرض تشارلز تجربته الخاصة في تنظيم أول مزاد ثقافي بالرياض، الذي شهد حضور أكثر من 5 آلاف زائر، واستمر لأكثر من أسبوعين.
من جانبه، قال نوا هورويتز: من الواضح أنه مع توسع الصناعات الثقافية عالميا، أصبح الناس يتواصلون مع عالمنا ليس فقط عبر المتاحف والمعارض التقليدية، بل بشكل أكبر عبر هواتفهم، من خلال طريقة استهلاكهم للمحتوى، وتفاعلهم مع بعضهم، وبنائهم للمجتمعات، ومن ثم فإن مسؤوليتنا كصناع هي أن نلتقي بهم حيث هم، وأن نستثمر الأدوات التي تضمن الشفافية وسهولة التواصل والوصول إلى المعلومات والرؤية الواضحة، لنصنع هذا الترابط».
يذكر أن مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة (29 - 30 سبتمبر) تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يأتي في وقت يشهد فيه القطاع الثقافي السعودي نموا متسارعا ومقومات واعدة تعزز بناء صناعة ثقافية مستدامة، وتفتح آفاقا أوسع للاستثمار والإبداع.