موسكو - أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم الثلاثاء، أن روسيا والمملكة العربية السعودية تجمعهما الرغبة في الاحترام المتبادل والاستقلال التكنولوجي، بحسب سبوتنيك.

وقال ميشوستين خلال الجلسة الاستراتيجية الرئيسية لمؤتمر 'إنوبروم-2025' حول موضوع 'الريادة التكنولوجية: الاختراق الصناعي' في يكاترينبورغ: 'أصبحت المملكة العربية السعودية هذا العام شريكا لـ'إينوبروم'. وهذا دليل واضح على المستوى الرفيع للتعاون الروسي السعودي، يجمعنا الشغف بالاحترام المتبادل والاستقلال التكنولوجي'.

وتابع: 'تشهد العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية تطورا ديناميكيا. وأعتقد أن لدينا آفاق واعدة لتوسيع التعاون في قطاع النفط والغاز والهندسة الميكانيكية، وصناعة السيارات، والأدوية، وإنتاج الأسمدة المعدنية، وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها الكثير'.

وأضاف: 'يحضر اليوم وفود رسمية من 17 دولة، بما في ذلك بيلاروسيا، كازاخستان، أوزبكستان، الصين، والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب ممثلين عن الأعمال من إيران، قطر، تركيا، وعدد من الدول الأخرى. نحن سعداء برؤية كل من يتطلع إلى حوار بناء وتعاون متبادل المنفعة'.

وأشار إلى أن روسيا مستعدة للتعاون مع شركائها من الدول الصديقة، وترحب بالاستثمارات المتبادلة في مجالات التكنولوجيا الفائقة.

وقال ميشوستين: 'نحن مستعدون للتعاون مع شركائنا من الدول الصديقة. روسيا ترحب بالاستثمارات المتبادلة هنا، وبالدرجة الأولى، الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة'.

وأكد ميشوستين أن المشروع الوطني لتطوير أنظمة الطائرات المسيرة يظهر كفاءته العالية وإنتاجها في روسيا تجاوز الكميات المخطط لها بثلاثة أضعاف.

وأوضح ميشوستين أن تحقيق السيادة الكاملة في صناعة الطائرات يمثل أولوية مطلقة، مؤكدا أن روسيا تتحرك بشكل منهجي نحو هذا الهدف.

ولفت إلى أنه من المقرر تسليم أول طائرة محلية الصنع بالكامل لشركات الطيران في عام 2026، قائلا: 'نخطط في العام المقبل لتسليم شركات الطيران أول طائرة مجهزة بجميع الأنظمة والمعدات والمحركات من تصميمنا الروسي حصرا.

وأكد أن رحيل عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية (من روسيا) سرّع عملية التحول إلى البرمجيات المحلية.

وقال: 'أدى رحيل عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية إلى تسريع عملية التحول إلى برمجيات التطبيقات الخاصة بها. ويتم تنظيم هذا العمل على أساس 36 مركزًا صناعيًا من حيث الكفاءة'.

وأضاف: 'بلغ متوسط ​​استخدام البرمجيات المحلية بالفعل نحو 50 %، ما يعني زيادة بأكثر من الضعف مقارنة بمؤشرات فترة ما قبل العقوبات، كما أعتقد'.

ويترأس بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، وفد بلاده في المعرض، وسيلتقي الوزير الخريف مع ممثلي كبرى شركات التعدين والصناعة الروسية، بما في ذلك جمعية الألمنيوم وشركة 'نوريلسك نيكل'، لاستكشاف الخيارات المحتملة للشراكات التعدينية والمشاريع المشتركة ونقل المعرفة.

وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية في القطاعات الرئيسية، بما في ذلك الاستثمار والصناعة والتعدين، ويؤكد ذلك اهتمام المملكة العميق بتعميق الشراكات الاقتصادية والصناعية بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لـ'رؤية السعودية 2030'.

وفي وقت سابق من اليوم، شارك رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، ووزير الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية بندر بن إبراهيم الخريف، في معرض 'إينوبروم' في يكاترينبورغ.

وشهد التعاون التجاري والصناعي بين المملكة العربية السعودية وروسيا، توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، مدفوعا بالمصالح المشتركة في التنوع الاقتصادي وتعزيز التنمية الصناعية المستدامة.

وارتفع حجم التجارة غير النفطية بين البلدين من 491 مليون دولار أمريكي في عام 2016، إلى 3.28 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وذلك بفضل تعميق التعاون في التعدين والمعدات الصناعية والمعالجة الكيميائية والتصنيع المتقدم.

ومنذ إنشاء اللجنة السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، عمل البلدان بشكل نشط على تعزيز المصالح الصناعية المتبادلة.

وتواصل وزارة الصناعة والثروة المعدنية العمل مع نظيراتها الروسية، لتوسيع التعاون في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك التعدين والآلات والمعدات والتصنيع والأغذية والأدوية والأجهزة الطبية.

وشهد القطاع الصناعي في روسيا تغيرات كبيرة، بدعم من استراتيجية وطنية تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.45% خلال العقد المقبل.