وجه النائب السابق في البرلمان الأردني الدكتور طارق خوري، انتقادات لاذعة للأخوان المسلمين بسبب موقفهم المريب مما يجري في سورية، معتبرا صمتهم الحالي عبارة عن مراوغة.

حيث علق الدكتور طارق خوري خلال لقاء عبر منصة خبرني في يوتيوب، على صمت الأخوان المسلمين عما يجري في سورية حاليا بعد وقوفهم سابقا مع الجماعات المسلحة ومع داعش والنصرة ضد النظام السوري إبان الحرب في سورية، مبينا أن الأخوان دائما ينتظرون ليروا لمن سترجح الكفة، فلم يكن لهم موقف ثابت في يوم من الأيام، فدائما يتبدلون وينتقلون من مكان إلى آخر بحسب مصالحهم، وأين يرون مستقبلهم.

ولفت إلى أن الأخوان المسلمين ومنذ اليوم الأول لتحرك الإرهابيين، غرد مدير مكتبهم في مجلس النواب الأردني، مبتهجا وفرحا وداعما، علما أنهم قبل فترة كانوا يتحدثوا عن محور المقاومة الذي يدعم غزة ويدعم حماس، وكانوا يمجدون به، مستغربا قيامهم بتمجيد اليمني والحشد الشعبي العراقي وأعمالهم، وينسون الكلام عن السوري وأفعاله، فالسوري هو أساس محور المقاومه، وهو من استضاف المقاومة الفلسطينية عندما كانت جميع الدول ضدها ولم تكن تسمح لها بالدخول إلى أراضيها وأولهم حماس.

وأضاف بأنه وللأسف كان موقف الأخوان سيئا جدا، ولكن بعد الهجمة التي بدأت عليهم من كثير من القوى وحتى من حماس نفسها ومن غزة وأهل غزة بسبب موقفهم الأخير، أصبحوا يعلنوا للناس أنه لم يصدر منهم موقف رسمي مما يجري في سورية.

وحول ما قيل عن وقف الأخوان المسلمين للشخص الذي غرد مؤيدا الجماعات المسلحة، والتعميم على جميع الكوادر في الأخوان، بأن لا يتم التصريح بخصوص الموقف في سوريا حتى تتضح الصورة، أكد خوري بأنه تكلم مع قيادات الأخوان بعد رؤيته لهذه التغريدات، وأخبرهم بأن ما يفعلوه خاطئ، وأنهم بذلك يسيئون لحماس، وليس لأنفسهم فقط، وأن موقفهم الذي كان ظاهرا بدعم حماس والمقاومة محي كليا الآن بعد هذا الموقف، وطالبهم باتخاذ اجراءات ضد من غرد لأن من قام بهذا التأييد للمسلحين هو مدير مكتبهم في مجلس النواب الأردني وله كلمته، مشددا على أن موضوع أوقفناه عن الحديث لا نريده، إما أن يكون لديهم موقف ثابت رجولي مبدئي أو لا يتكلموا بأنهم لم يأخذوا موقفا، فهذه الأمور مفصلية، بين الإرهاب وبين دولة، بين إرهاب وبين وحدة الأراضي السورية، فهل هم مع تمزيق الأراضي السورية، هل هم مع تمزيق الأمه العربية، وخلق أربع دويلات في سوريا، فهذا الذي يتم العمل عليه.

وأضاف: أيعقل أن هدف الأخوان المسلمين في إمارة بأي مكان بالعالم يعميهم عن مصلحة الأمة، يعميهم عن مصلحة حماس، ألهذه الدرجة وصلت الأنانية، فهم يعوا تماما بأن سوريا الآن هي المصدر الرئيسي لدعم المقاومة وقبل أن يصل السلاح من إيران إلى حماس والمقاومة اللبنانيه كان يصلهم السلاح من سوريا، فهل نسوا كل هذا لأجل أطماع شخصية، مشيرا إلى أن موقفهم غريب جدا وحتى جوابهم بأنهم لم يصدروا بيانا رسميا بعد، أيضا هو مراوغة، وهذا كلام مراوغة، وواضح منه أنهم ينتظرون أين الكفة الراجحة ليتجهون إليها، مع أن الدولة الأردنية أصدرت بشكل سريع بيانا يؤكد أنها مع وحدة الأراضي السورية وضد الحركات الإرهابية في سوريا، لأن هذا خطر على الأردن.

وتساءل عن موقف خالد الجهني الذي غرد مؤيدا المسلحين، إن تحركت داعش والنصرة في درعا ماذا سيكون موقفه وفي هذا تهديد للمصالح الأردنية، وأضاف خوري مخاطبا الجهني ومن وراءه الإخوان المسلمين: 'أنت في حلب دعمتهم وكتبت الهاشتاج حلب دمشق القدس، فها هو الجولان أمامكم، والحرب على غزة منذ سنة وشهرين، ولم تصلوا إلى الجولان، وهو ليس بعيدا عن الطائرات المسيرة، فلم يطلقوا مسيرة واحدة على الجولان، والآن هوجمت حلب والآن الأخوان المسلمين يقولون حلب دمشق القدس، فلماذا لم يقولوا حلب الجولان أثناء الحرب، وبالمنطق هذا الجولان أمامكم وهو أرض محتلة، فقم بفتح حرب مساندة لغزة مثل ما فعل حزب الله، فلا نريد منكم خوض حرب لكن قوموا بفتح جبهة إسناد واستهدفوا الجولان من إدلب، لكنهم لم يفعلوا هذا، وهناك مليون علامة استفهام على سلوك الإرهابيين المعروف سلوكهم في سوريا لكن الأخطر والأصعب هو تأييد الأخوان المسلمين لهم.'

وفي السياق تحدث الدكتورطارق خوري عن توقيت اشتعال الجبهة السورية الغريب والمفاجئ وذلك بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مبينا أن الإرهابيين تركوا لوحدهم في إدلب منذ فترة طويلة ولم يهاجمهم أحد سواء من الدولة السورية أو الأتراك، والآن نتنياهو بخطابه الأخير قال أن الرئيس السوري بشار الأسد يلعب بالنار، وما معناه بأن إسرائيل ستتعامل معه وترد، وفي اليوم التالي تماما، تحركت هذه القوات الإرهابية متعدده الجنسيات بأوامر من نتنياهو ومن أردوغان ومن الأمريكان، لأن هناك قسد التي تسيطر عليها وتوجهها الولايات المتحدة وهي تحركت أيضا، فأصبح هناك تحرك ثلاثي لإضعاف محور المقاومة أولا، وثانيا لإيقاف خط الإمداد العسكري الإيراني السوري إلى المقاومة في في لبنان، وأيضا لإشغال سورية وإلهاء الناس عن موضوع غزه والجرائم التي تحصل فيها، فبالنتيجه هو تحرك أمريكي تركي إسرائيلي وللأسف الشديد أيده الأخوان المسلمون بصورة خاطئة وستسجل عليهم مدى الحياة.

وردا على سؤال حول تسمية العملية بردع العدوان بمزاعم الرد على القصف السوري الروسي العنيف على إدلب ومحاولة الاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعات والتي ضمنتها لها اتفاقيه سوتشي، أوضح خوري بأن هذه المجموعات الإرهابية بدأت بالتحرك في أكثر من عمليه ضد الجيش السوري، ومن الواضح بأن التجهيز بينهم وبين الأمريكان والإسرائيلي والتركي للتحرك كان منذ أشهر، لذلك بدأت المناوشات والتي اضطرت الجيش السوري والروس بأن يتدخلوا، علما بأن المسلحين كانوا متروكين فلم تكن معركة سوريا الرئيسيه.

ولفت إلى أن سوريا بشكل عام حتى في دعمها للمقاومة، كانت تعمل بشكل غير مباشر، عبر التدريب والتزويد بالسلاح والإقامة والسماح باستخدام أراضيها لكل شيء يخدم المقاومة، لكن بسبب المؤامره التي بدأت على سوريا من 2010 أضعفت سوريا وأنهكتها، مبينا أن هناك من بين المعارضة المسلحة الإرهابية، من لديهم أقارب موجودين في كل المحافظات السورية، فالدوله السورية لم تتعامل مع أهلهم وأقاربهم على أنهم أعداء، ولم يتم التعامل معهم بشكل سيء، كما يفعل الإرهاب الآن، فهم يعاملون كل من لا ينتمي لهم أو كل من هو يعيش تحت النظام السوري وكأنه مجرم، فهذا الهجوم كان مهيئا ومجهز له وفي الوقت المناسب بأوامر أمريكية تركية صهيونية للتحرك.

وتطرق الدكتور طارق خوري إلى دعم بعض الفضائيات الخليجية أو الممولة خليجيا، للإرهابيين في سورية وتسميتهم الجيش الوطني، وتسميتهم بدلا من مسمى تحرير الشام، باسم آخر جديد، وأصبحوا يجرون مقابلات مع أناس ذات أشكال حضارية، وتتحدث بطريقة توحي بأنهم يحاولون تلميعهم وتنظيفهم وضبطهم على أنهم معارضة سورية وطنية، وهذا دليل على أن هذه الدول التي عبثت سابقا بسوريا ووحدة الأراضي السورية، تنوي العبث من جديد.