اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
بين الشفافية والشك… هل أصبح التحقق من شريك الحياة جريمة؟
كتب وسام السعيد - في زمنٍ باتت فيه الحقائق تُخفى خلف شاشات الهواتف، وتُجَمَّل الوجوه بمظاهر خادعة، لم يعد الاكتفاء بـ 'السؤال من بعيد' كافيًا لاتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج.
قديمًا، كان المجتمع أبسط، وكانت السيرة الطيبة تُعرف من الجيران والأقارب، وكان الناس 'كتابًا مفتوحًا'.
أما اليوم، فقد تغيّرت المعادلة:
الوجوه كثيرة، والمعلومات مضللة، والنوايا غير مكشوفة.
لذلك، حين يطلب والد العروس من الشاب شهادة عدم محكومية، وكشفًا للراتب، وتحليلًا طبيًا يثبت خلوّه من الإدمان، فهو لا يتجاوز حدوده، ولا يُعقّد الزواج كما يظن البعض، بل يمارس أبسط حقوقه في التحقق من أهلية من سيؤتمن على ابنته.
وكما أن من حق الشاب أن يسأل عن الفتاة، أخلاقها، دينها، بيئتها، وتربيتها، فمن حق أهل الفتاة أن يعرفوا من هو الشاب الذي سيدخل عائلتهم ويصبح جزءًا منها.
فالزواج ليس مغامرة، بل عقد وشراكة ومسؤولية.
الشفافية ليست إهانة، بل أمان. والسؤال ليس تعدّيًا، بل وقاية.
وقد ثبت بالتجربة أن كثيرًا من حالات الطلاق والانهيار الأسري بدأت من زواجٍ بُني على المجاملة، لا على المعرفة الحقيقية.
إن رفض الحديث عن 'التحقق' باسم 'الكرامة' أو 'الثقة المطلقة' هو مدخل خطير لتكوين أُسر هشة، تنكسر عند أول اختبار.
ما نحتاجه اليوم هو توازن بين العقل والعاطفة، بين الثقة والحيطة.
فلا نغلق باب الزواج بشروط تعجيزية، ولا نفتحه للغرباء دون حذرٍ مشروع.