اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
بقلم حازم عياد
خرجت قطر رابحة من المواجهة الإقليمية بين الكيان الإسرائيلي وجمهورية ايران الإسلامية، و خلافا للانطباعات والتصورات المسبقة عززت دولة قطر دورها كوسيط موثوق يعتمد عليه من الجانب الأمريكي و الإيراني متجاوزة بذلك الحملة التي شنها نتنياهو على قطر لإقصائها و عزلها سياسيا ودبلوماسيا في الإقليم.
الرئيس الأمريكي أكد على الدور القطري ووجه لها الشكر والامتنان لتحملها عبء الوساطة وتبعاتها، ومساهمتها في احتواء الحرب وتوفير مخرج مناسب للجانب الأمريكي ما عزز دورها لدى إدارة ترامب .
الدور القطري الإيجابي قوبل بامتعاض نتنياهو، اذ يتوقع ان يمتد اثر الدور القطري الى الملف الفلسطيني و حرب والابادة التي يتعرض لها قطاع غزة، الامر الذي ظهر سريعا بإعلان الكيان الإسرائيلي ارسال وفد الى القاهرة وتوجيه الوسيط الأمريكي “بشارة بحبح” الدعوة للمفاوض الفلسطيني الممثل في حركة حماس الانضمام الى المفاوضات في القاهرة، فالملف اكتسب زخم بتأثير من الهدنة المعلنة بين ايران والكيان الإسرائيلي والرغبة الامريكية في خفض التصعيد.
الوساطة القطرية لاتعد العامل الوحيد المؤثر في تخليق توجه نحو إيجاد مخرج من الحرب في قطاع غزة، فهي مدعومة بضغوط يمارسها اليمن عبر حركة انصار الله في صنعاء، و حراك عالمي متجدد و متصاعد في دعمه للشعب الفلسطيني، متوقع له ان يستعيد نشاطه وقوته بعد توقف العمليات الحربية بين ايران والكيان الإسرائيلي.
اما العامل الرابع الأهم المعزز لتحريك مسار التفاوض أداء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، الذي لم يتأخر كثير بعد اعلان جيش الاحتلال عن مقتل ثلاث من جنوده في خان يونس وفقدان اخرين في كمين مركب أعدته المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة حماس في قطاع غزة.
يتوقع ان تفعل قطر دورها عبر الاستثمار في مكانتها ودورها الحاسم في التوصل الاتفاق الهدنة بين ايران والاحتلال الإسرائيلي ، وان يتفاعل هذا الدور مع الحراك العالمي والضغط اليمني والفعل المقاوم في غزة، ولن يغيب عن المشهد مخاطر التصعيد والعودة الى الحرب في الإقليم عن ذهن دونالد ترامب الذي يسعى للتخلص من ضغط الداخل الأمريكي والراي العام الأوروبي المطالب بوقف حرب في غزة وتفاعلاتها غير المنقطة إقليميا ودوليا واسرائيليا.
ختاما .. الفرصة قائمة لوقف العدوان على قطاع غزة فالحراك العالمي المساند للفلسطينيين والضغط اليمني والفعل المقاوم في القطاع والضفة، يكسب جهود التوصل الى اتفاق مصداقية و واقعية بدونها لن تعطل مصيدة التصعيد التي يسعى ترامب جاهدا الخروج منها.